مقطع تتحدث هذه القصة عن سيدنا عيسى -عليه السلام- الذي ولد في بيت المقدس تحت النخلة التي أمرت السيدة مريم أن تأكل من رطبها، وعند النهر الذي أجراه الله تحتها، وكانت له معجزات كثيرة أولها حينما كلم الناس وهو في المهد ليرد التهمة الباطلة عن أمه الطاهرة السيدة مريم -عليها السلام- وليؤكد على ربوبية الله والدعوة إلى عبوديته. وتذكر القصة أن (هيرودوس) الظالم ملك بيت المقدس غضب لمولد الطفل الذي تكلم في المهد، وأمر بقتل كل الأطفال المولودين، وأُمرت السيدة مريم بالهجرة بولدها إلى مصر وبقيت هناك حتى بلغ سيدنا عيسى -عليه السلام- الثانية عشرة من عمره، وهناك ظهرت عليه كرامات ومعجزات كثيرة وهو بعد صبيا؛ فقد نزلت مريم بابنها عند رجل صالح وضع داره مأوى للفقراء والمحتاجين. وذات يوم فقد هذا الرجل مبلغا كبيرا واحتار في أمره فما كان من سيدنا عيسى -عليه السلام- سوى أنه توجه إلى رجل أعمى وآخر كسيح من سكان الدار وواجههما بفعلتهما، وبين كيف أن الأعمى قد حمل الكسيح وتعاونا على السرقة. ومن معجزاته في تلك الفترة أنه قد أقام صاحب الدار مأدبة كبيرة لعلية القوم وعندما أراد أن يسقي الضيوف لم يجد في جراره شرابا؛ فحزن لذلك، وعندها مرّر سيدنا عيسى -عليه السلام- يده الشريفة على الجرار لامسا فوهتها حتى امتلأت جميعها وأسقى الجميع وزاد؛ فعظموا عيسى وعرضوا عليه وعلى أمه أموالا كثيرة ولكنه رفضها. ولما مات الطاغية هيرودوس عادت مريم وسيدنا عيسى -عليهما السلام- إلى بيت المقدس، وكان دائم التعبد لله والتأمل في ملكوته حتى بعثه الله نبيا ورسولا إلى الناس في نفس ليلة شهادة النبيين زكريا وابنه يحيى عليهما السلام.
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود
عبد الشافي سيد


قصص الأنبياء
نبي الله عيسى
الأنبياء والرسل
القصص الدينية
المعجزات
قصص القرآن