مقطع تدول أحداث القصة حول قامة من قامات الإسلام، وهي شخصية "حمزة بن عبد المطلب" عم الرسول صلى الله عليه وسلم "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" من أشرف وأغنى قبائل العرب، وقد كان شجاعا قويا. وعندما بُعث سيدنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ نبيا، أعلن حمزة عن اتباعه لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يثور ضد من يعتدي على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فشَجّ رأس "أبي جهل" عندما اعتدى على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان يدافع عنه ويسانده. وعندما بدأ المسلمون في تكوين جيش لهم، كانت أول كتيبة قامت بقيادة حمزة، وعقدت له أول راية في الإسلام. خرجت كتيبة حمزة لقتال الكفار، الذين فاق عددهم عدد المسلمين، ورغم ذلك، كان حمزة مستعدا للقتال، لولا أن قريش آثرت السلامة، وعادت أدراجها. وعندما خرج جمعان من قريش والمسلمين إلى بدر، علمت قريش أن محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه بنوا حوضا حول بئر بدر، فأقسم أحدهم أن يشرب منه أو يحطمه، فخرج له حمزة، وتصدى له، فضربه ضربة قطعت ساقه، وقد كان من عادة العرب في المعارك تبارز بعض الرجال مع خصومهم قبل بدء المعركة، وقد خرج من المسلمين حمزة بن عبد المطلب و"علي بن أبي طالب" عليه السلام و "عبيد بن الحارث" واستطاعوا القضاء على المشركين، وعندما بدأ القتال تصدّر حمزة الرجال في البطولة والشجاعة وهزمهم هزيمة نكراء. حقدت قريش على حمزة؛ فجهزت له عبدا يدعى "وحشيا" ليضربه برمح يقضي عليه، وبدأت المعركة بين الكفار والمسلمين في أحد، وانطلق حمزة كالسهم يقاتلهم بشراسة، حتى استطاع أن يقضي على ثلاثة من أفضل فرسانهم في بداية المعركة، لكن العبد وحشيا هاجمه برمحه، فطعنه في جسده الطاهر ليسقط شهيدا، وقد فرحت "هند بنت عتبة" بذلك، وقامت هي وزوجها بالتمثيل بجسده! وقد حزن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرا فقال عنه بأنه مكتوب في أهل السموات السبع، حمزة بن عبد المطلب: (أسد الله، وأسد رسوله).
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف
عبد الشافي سيد


فرسان الإسلام
حمزة بن عبد المطلب
الصحابة والتابعون
تاريخ الإسلام
السيرة النبوية