مقطع تحكي هذه القصة عن أسد الله حمزة بن عبد المطلب لما له من فضل على الإسلام في غزوة بدر وأحد، فهو عم الرسول، ومن أعمامه "أبوطالب" و"العباس" و"أبو لهب"، فعندما توفيت أم الرسول صلى الله عليه وسلم تكفل به جده "عبد المطلب" ثم عمه "أبوطالب" الذي أخذه في جميع رحلاته التجارية وساعده على دفع مهر "خديجة" وعندما نشر الرسول الإسلام ثارت عليه قريش، فكان أبوطالب مساندا للرسول هو والعباس. وخرج العباس مع المشركين في غزوة بدر حتى يأتي بأخبارهم، أما "حمزة" فكان سيدا في قومه وكريما، حفر بئر زمزم، وكان يعشق الصحراء ودائم التفكير في أمر ابن أخيه، فكان مصدّقا له، ولكنه متردد، وفي يوم عند عودته من الصيد سمع صوت جارية تناديه من جواري "جدعان" فقالت له إن أبا جهل سبَّ الرسول وضربه، وصلّ التراب على رأسه، فغضب وذهب لأبي جهل وشد سهمه على رأس أبي جهل حتى سال دمه فقال: كيف تجرؤ على محمد؟ هل نسيت أن له أهلا؟ وصاح أنه مع محمد، فكانت مفاجأة لأنها خسارة لقريش، وفي غزوة أحد أغرى المشركون شخصا يدعى "وحشي" وقالوا له إنك سوف تكون من الأغنياء إن قتلت حمزة، ولم يكتفوا بهذا بل أتوا "بهند بنت عتبة" التي قتل أبوها وعمها في غزوة بدر على يد حمزة، وقالت له: سوف يكون لك هذا العقد من اللؤلؤ إن قتلت حمزة بن عبد المطلب. فلما حان وقت الحرب ووقف الجيشان متقابلين، بدأت المعركة، وعندما اشتدت الحرب ذهب وحشي وجلس خلف هضبة دون أن يراه أحد وسدد سهمه على حمزة فانغرس في بطنه، ولكي يثق المشركون أخذ السهم وأعطاه للمشركين، ولم تكتف هند بهذا، بل طلبت منه أن يأتي بكبد حمزة لتأكلها، فعندما انتهت المعركة أخذ الكل يتفقد القتلى، فوجد الرسول عمه حمزة مقتولا بطريقة بشعة، فحزن عليه، وعندما صلى الرسول على القتلى كانت جنازة حمزة موجودة في كل صلاة فصلى عليها سبعين مرة، وعمَّ الحزن المسلمين جميعا لفراق حمزة بن عبد المطلب أسد الله.
عنوان الكتاب
فايد العمروسي


حمزة بن عبد المطلب