مقطع تذكر القصة أن ذئبا يدعى (ندور) قد فقد والديه، وتولى مسؤولية تربية أخوته الأيتام الصغار؛ ففي ذات يوم ذهب (ندور) إلى البراري ليبحث عن الطعام لأخوته، حتى وصل رابية خضراء، وهناك شاهد الخراف ترعى الحشيش، ثم رأى راعيا يجلس مع ابنه، ويروي له قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- وإخوته الذين يغارون منه فأرادوا قتله، وادعوا أن الذئاب هي من أكلته؛ فارتعش (ندور) عندما رتّل الراعي القرآن وسمع ذكر الذئب فهو لأول مرة يعلم أن الذئب مذكور في القرآن. وبعد ذلك لم يستطع (ندور) أن يتحمل أن بني البشر ظلموا أحد أجداده من الذئاب في قديم الزمان، واتهموه زورا بأكل الإنسان، وليت الأمر كان مع إنسان عادي بل اتهموه بأكل النبي يوسف -عليه السلام- فنسي (ندور) جوعه وجوع إخوته، وفكر أن يبدل الفكرة التي عرفها الإنسان عن الذئاب. فذهب (ندور) هو وإخوته إلى المرعى حتى رآه ابن الراعي؛ ففزع منهم خوفا من أن تأكله، ولكن (ندور) بدأ يتودد له ويظهر حنانه؛ ففرح الولد فرحا شديدا بطيبة (ندور) وإخوته، وأصبحوا أصحابا للراعي وابنه، وتحقق حلم (ندور) فاصطحبوه مع إخوته إلى القرية، ولكن تحطمت أحلام (ندور) وبدأ أهل القرية بالتهجم على (ندور) وأخوته بالعصي، ولم تمضِ لحظات حتى كانت جثث (ندور) وأخوته الصغار مطروحة في وسط الشارع، وكان الراعي وابنه في شدة الحزن على موت (ندور) وأخوته.
عنوان الكتاب
عبد الودود الأمين
علي شمس الدين


من وحي القصص القرآني
قصص القرآن
ذئب يوسف