مقطع كان قارون أغنى رجل في قوم موسى، بل وأغنى رجل على الأرض، حيث كان يملك من الجواهر والأموال الشيء الكثير، لكنه كان ظالماً عاصياً قاسي القلب ،يستغل الناس في خدمته، ولا يعطيهم حقوقهم، ولا يتصدق من ماله على الفقراء ،ولا يؤمن بحساب أو عقاب، حتى الموت وفناء الدنيا لا يشغلان تفكيره. وفي أحد الأيام، أرسل موسى من قومه من ينصحه، فقالوا له: "نحن ننصحك ألا تغتر بمالك ، وأن تحسن إلى الفقراء، كما أحسن الله إليك ؛ فصرخ ، وقال "إن هذا المال هو من صنعي أنا، ومن علمي وذكائي، وليس من الله ، اخرجوا من هنا" وصور له عقله أن نصيحتهم تلك إهانة له ، فكيف يتجرأون على نصيحته وهو مالك كل شيء ! وذات يوم خرج قارون على قومه في القرية، وهو جالس وسط مركبته المرصعة بالذهب والياقوت، فوقف الجميع على جانبها؛ يتأملون هذا الغني، ويتمنون ما عنده من الثراء، ولكن فجأة، زلزلت الأرض من تحت قارون ؛ فابتلعته هو وكنوزه وحراسه، وتحولت الأرض إلى بحيرة، تخرج من باطنها يد قارون والأساور والخواتم ، وهو يستجد من أعماق الأرض حتى مات! وبقيت هذه اليد مرتفعة، يراها كل من يمر بالبحيرة ؛ لتظل عبرة ودرسا لكل مغرور متكبر جاحد لنعم الله وفضله.
عنوان الكتاب
أحمد شفيق بهجت
مصطفى حسين


أحسن القصص
الأنبياء والرسل
قصص القرآن
نبي الله موسى