مقطع يروي الكتاب حكاية فتاة لا ترى والدها، وترى في ذلك أمورا جيدة وأخرى سيئة. فالجيد منها أن أباها لن يعرف كم برتقالة أكلت، أو شربها لحليب أختها، أو قضم أظافرها. ولكن من الأمور السيئة من أن يكون الوالد لا يرى فإنه لن يستطع رؤية الأعمال الجيدة كتهدئة الأخ الصغير وتنويمه أو إطعامه، ولا يرى عندما تحضر الماء لوالدتك، ولذلك عليك أن تصرح وبصوت عالي لما تقوم به من الأعمال الجيدة. ومع ذلك فوالدها سيساعدها في رسم لوحة للمشاركة في معرض المدرسة، بدأ الإثنان بالرسم ومع أن والدها لا يرى إلا أنه كان يعلم بما ترسم ابنته. وحان يوم المعرض المدرسي للرسوم فحضرت الفتاة مع والدها الضرير ولأن الفتاة لا تستطيع رؤية اللوحات لارتفاعها فحملها والدها. شعرت بالخجل في بادئ الأمر ولكن بعد أن حملت والدةٌ أخرى لابنتها زال الشعور بالخجل. اجتمع الأصدقاء حول والد الفتاة وبدأ يتساءلن هل والدك ضرير؟ والبعض الآخر ينظر إليه باستغراب وهو يشير ويقول: هذا الرجل لا يبصر. ولذلك مسكت الفتاة بيد والدها وهي تبكي وتقول: هيا نذهب. وفي المنزل ظلت الفتاة تبكي لشعورها بالإحراج من استهزاء الأطفال لأبيها في المعرض، وكانت تتمنى لو أن أبيها يبصر. فقال والدها لا تبكي، كان معرضاً سيئاً وسنقيم معرضاً في البيت. ولتسهل الأم الأمر على ابنتها أخبرتها أن في عين كل شخص حوضان وبهما سمكتان وإذا بكتا العينان كثيراً جف الحوض وماتت السمكتان. فرسمت الفتاة سمكتان صغيرتان وألصقتهما على نظارة والدها وسألته: هل بكيت كثيراُ لتفقد بصرك؟ أخبرها والدها لا ولكن لذلك قصة أخرى. وبدأ الثلاث بالرسم فرسمت الفتاة بيتين وإشارة مرور، أما الأب فأراد أن يرسم الحرب ولحظة هجوم العدو وإصابة عينه. فرسمت الفتاة والدها كالزهرة والأعداء كالوحوش والدبابات والبنادق وهنا بدأت المعركة وارتفعت أصوات الجنازير ترتفع في الغرفة، وملأ الغبار والدخان الدفتر، وضربت قذيفة أمام أبي وبدأ الصراخ يرتفع تراجع يا حسين، لكن والد الفتاة رفض وظل يرمي العدو بالرصاص فضرب العدو من جديد، ووقعت القذيفة أمام أبي ليقع على الأرض، أنقذه أصدقاءه ولكن عينيه كانت تدمى وبذلك فقد الأب بصره. ولكن عادت الفتاة لترسم ثمان رسمات العدو وهو هارب، واسماك حمراء، وآخر رسمة رسمتها الأم لمنزل جميل وجبل وشمس وحوض به سمكتان.
عنوان الكتاب
محمد حمزة زادة
حسن عامة كن


واقعي
الفئات الخاصة
ذوي الإحتياجات الخاصة
الإعاقة البصرية
الحرب