مقطع تتحدث القصة عن الدكتور طه حسين هو رجل نادر فاقد البصر منذ الصغر لكن لديه عبقرية لم يمتلكها الكثير من المبصرين ، لم توقفه هذه العقبة عن الاتصال بالعالم ، اتسعت مداركه وضمت الآداب والفنون كافة . هو عميد لآداب اللغة العربية، حفظ القرآن وهو دون العاشرة ، أول من حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون والأول على دفعته في المدرسة والجامعة . ولد عام 1889م في عزبة الكيلو وفي نفس يوم مولده ولد العديد من الأعلام المشاهير المهمين لكنه الوحيد الذي صدمته الطبيعة وامتحنته في بصره وهذا ما رفع من مكانته وسطهم .تربى في أسرة كبيرة العدد . هو كاتب رواية الأيام . كان معجبا بعبقري آخر وهو أبو العلاء المعري شاعر عاش نفس التجربة . محنته دفعته إلى التفوق . غير العديد من عاداته مثل عاداته في الأكل حيث كان قليل الأكل وكثير المبالغة في تصغيره للقمة إلى أن تعرف على الصغيرة سوزان التي غير من عاداته الكثير، كان يبتكر لنفسه ألعابه الخاصة ويشارك الأطفال اللعب بعقله لا بيده وانصرافه عن العبث حبب إليه الاستماع الى القصص والاحاديث ومن هنا بدأت موهبة الابداع والكتابة.وأحب الاشياء عنده هو الاستماع إلى أناشيد الشعراء. فكان حسن الاستماع وعت ذاكرته عشرات القصص ومئات الابيات والأدعية مثل حكاية عنترة العباسي وفتوحات العرب في الأندلس ومصر . في التاسعة من عمره أصبح شيخا لأنه أتم ختم القرآن وحفظه وهكذا دخل الصغير عالم الكبار وأعجبه اللقب ، كانت له صداقة قوية مع ديوان ألفية ابن مالك فحفظها وتعلم منها القواعد الأصلية للنحو واحس بحفظه أنه تميز على أستاذه سيدنا وانه يعرف أكثر منه ، علاقته بعلماء الدين الذين يأتون إلى القرية ويجلس في مجالسهم زاد من تطلعه . وعرف في هذه الفتره ألف ليلة وليلة وعشق سحر قصصها ومغامراتها ، وتعلم أديبنا من الفواجع التي أصابت أسرته خاصة لما توفي أخيه بداء الكوليرا فعرف الله حقا وتقرب إليه بكل ما استطاع. أرسله أباه إلى القاهرة متمنيا له أن يصبح من علماء الأزهر .فاعتمد على نفسه فصلى أول صلاة في الجامع الأزهر واستغرق سنة يتعلم علوم الفقه والنحو وساعده بذلك ذاكرته قضى في الأزهر 4 سنوات . رغب في الجامعة التي فتحت أبوابها عام 1908وقبلته الجامعه وتلقى فيها أول درس عن الحضارة الاسلامية وانبهر باستاذه وراح يسعى للقاء المفكر الكبير أحمد لطفي .. وتعددت اللقاءات بينهما وقويت صداقتهما وبدأت رحلته في النقد والدراسات وذاع اسمه ، اتبع طه حسين منهجين الأول تعلمه من لطفي السيد يحاول فيه ان يكون معتدلا والثاني من الشيخ عبدالعزيز جاويش يحاول فيه ان يكون متشددا في آراءه، ذاق حلاوة الكتابه وعرف متاعبها ولكنه لم يقطع علاقته بالأزهر. كان لايعجبه كتابات المنفلوطي الذي يعجب الكثيرين حيث أثبت أنه لايهتم بمضمون العمل بل بالألفاظ اللغويه ويخطئ باللغة .كان طه حسين معجبا بفولتير وهو اديب فرنسي شهير له مكانه رفيعة ولكنه تمنى لو أنه يصل إلى مكانة أبي العلاء المعري رهين المحبسين. طالع طه حسين العصور القديمة وألم بها لإحساسه بأنها مع ثقافة عصره سترفع من مكانته كثيرا . كان لديه العديد من الأساتذه الذين أثرو فيه وفتحوا له المجال ليستكمل رسالته التي أهلته للسفر إلى فرنسا. فأخذ يعلم نفسه الفرنسية يوميا حتى استوعبها . لكن الجامعة منعته من السفر لأنه ضرير إلا أن اصراره على رفض قرار إدارة الجامعه جعلهم يوافقون فقدم الامتحان ونجح بتفوق وسافر في 25 من عمره عام 1914 . وبذلك كان أول ضرير يحصل على هذا الشرف . فلبس الزي الأجنبي وانطلق بالسفينة إلى ميناء مارسيليا الفرنسي، وعند الوصل صدم باختلاف الحضارتين الكلي والتي سميت بالصدمة الحضارية وتحدث عنها في كتابه الأيام في الجزء الثالث،وصحبه في رحلته إلى فرنسا أخيه حتى نشب خلاف بينهما مما اضطره إلى العيش وحده في ظروف أشد قسوة ، إلى أن جاءت إليه سوزان بناء على طلبه حيث أنه سأل عن قارء له بعد أن سئم من القراءة بأصابعه ،سوزان الفتاة التي أحبها فامتلأت حياته بالأمل إلى أن حدثت الحرب العالمية الأولى ورجع بناء على الأوامر إلى الاسكندرية فكانت رحلته مليئة بالهم والخيبة الأمل إلى أن سافر مرة أخرى إلى باريس.والتقى سوزان من جديد وأجابته بحبها له وأعلنا خطوبتهما وكان زواجه يمثل مشكلة لأن الجامعة تمنع الزواج من الأجنبيات كي يستطيع الطلا مواصلة الدراسة والتركيز فيها لكنه أرسل لهم ومالبث أن تزوج بسوزان وكان هدفهما أن يحصل طه على الليسانس وحصل عليه بالفعل وبعده جاء دور الرسالة عام 1917م وحص على الدكتوراه وعاد ومعه زوجته ووليده الأول عام 1919م وأصبح أستاذا للتاريخ القديم في الجامعه المصرية واستمر حتى 1925 وفي 1928 أصبح عميدا لكلية الآداب ولكن سرعان ماتركه لأسباب سياسية وحزبية ثم عاد للمنصب عام 1930 ولكن تركه حين احس ان السياسيين يتدخلون في منح بعضهم درجات فخرية عام 1932م . نشر في تلك الفترة روايته الشهيرة دعاء الكروان أي أنه لم يتوقف عن الكتابة . نشاطات طه حسين كثيرة فقد ترجم مسرحيات وروايات فرنسية وقدم كتب مميزة في مجال الدراسات الإسلامية مثل الوعد الحق وعلى هامش السيرة والعديد وكتب عن صديقه الروحي دراسته الشهيرة ( ذكرى أبي العلاء المعري ) و ( تجديد ذكرى أبي العلاء ) وكذلك في الدراسات الأدبية له دراسات عن الثقافة اللاتينية واليونانية وثقافة أهل ثينا . وعن سيرته قدم 3 أجزاء من الأيام وروايته أديب و شجرة البؤس , وله في مجال الرواية ابداعات منها دعاء الكروان والحب الضائع والمعذبون في الأرض والوعد الحق .وقد كان وزيرا للمعارف مرتين عام 1942م وعام 1950 ونادى بمجانية التعليم وتقررت فعلا فيف المجال الثانوي والتعليم الفني وحاول في التعليم العالي لكن الملك فاروق لم يوافق. وحصل على شهادات فخرية من جامعات مرموقة .. لم يتوقف عن المشاركة في النشاطات الفكرية والثقافية والوطنية إلى أن توفي عام 1973م.
عنوان الكتاب
محمود قاسم


واقعي
عظماء عاشوا بالأمل
الإعاقة البصرية
الفئات الخاصة
ذوي الإحتياجات الخاصة
الأدباء المصريين
الأدباء العرب
طه حسين - تراجم