مقطع تتحدث القصة عن "حسن" وهو تلميذ ذكي يحصل دائما على أعلى الدرجات في المدرسة، وكان الأول دائما، وكان والداه يأتيان له بكل ما يتمناه، وعلى الرغم من ذلك لم يكن حسن سعيدا بل كان حزينا، والسبب أنه بلا ساقين، يتحرك فوق مقعد متحرك، وكان حسن عندما يشاهد زملاءه يلعبون كرة القدم يندفع إليهم فوق مقعده قائلا: أرجوكم أريد أن ألعب معكم، وكانوا يدفعونه ساخرين وخاصة زميله "سعيد" الذي كان يقول: "كيف يمكنك اللعب بلا ساقين؟!" لذلك كان حسن حزينا وكثيرا ما يبكي ولهذا اصطحبه والده إلى النادي القريب ليتعلم رياضه مفيدة، واختار حسن السباحة فبرع فيها، وامتلأت ذراعاه وصارتا قويتين جدا،وتفوق على أقرانه الأصحاء. وذات يوم أعلنت المدرسة عن رحلة إلى القناطر، وأصر والد حسن أن يذهب مرغما، وعندما وصلوا إلى القناطر اندفع الأولاد قافزين، وأخذوا يلعبون ولكن "حسن" جلس بعيدا حزينا وهو يراقب زملاءه، فضحك "سعيد" ساخرا من "حسن" وضحك الأولاد على "حسن" ثم تحرك "حسن" إلى النيل يراقب مياه النهر وهو حزين يشكو وحدته وألمه، وبعد قليل ذهب الأولاد حتى يسبحوا في النهر وصاح "حسن" محذرا:"لا تنزلوا النيل من هذه الناحية فهو شديد العمق" ولكن سخروا منه وقال "سعيد": "لا يحق لمن كان مثلك بلا ساقين أن يقوم بتحذيرنا" وأخذوا يسبحون مبتعدين عن الشاطئ و"حسن" يراقبهم بصمت ولكن الخوف أصاب الأولاد فعادوا إلى الشاطئ إلا "سعيد" الذي بقي في الماء وصاح متحديا زملاءه، ولكن الأولاد صمتوا يشاهدونه وهو يحاول عبور النهر، فتوقف في منتصف المسافة وصاح على زملائه:"ليأت أحدكم ويساعدني" فتراجع الأولاد من الخوف وصاح "سعيد" في فزع "سوف أغرق" وأخذ يتخبط في الماء وصرخ الأولاد فزعين طالبين النجدة وبلا تردد خلع "حسن" ملابسه وألقى بنفسه في الماء فصاح الأولاد: "عد أيها الأحمق" ولكن "حسن" اندفع غير عابئ بتحذير زملائه، ثم وصل إلى "سعيد" الذي أوشك على الغرق وبسرعة أمسك حسن سعيداً بذراع واحده ورفع وجهه فوق الماء وأخذ يسبح بذراعه الثانية عائدا إلى الشاطئ، وهناك كان تلاميذ المدرسة ومدرسوها قد تجمعوا على الشاطئ ولم يصدقوا عيونهم، واندفعوا نحو "حسن" يحتضنونه، أما "سعيد" امتلأت عيناه بدموع الشكر، ومن وقتها أصبح "حسن" و "سعيد" صديقين متلازمين لا يفترقان إلا وقت النوم.
عنوان الكتاب
مجدي صابر


واقعي
ذوي الإحتياجات الخاصة
الفئات الخاصة
الإعاقة الحركية