مقطع دخلت الأم على ابنها فوجدته واقفا على رأسه فغضبت منه وأخبرته بأنها لعبة مؤذية واستغربت من أن طفل في الثالثة من عمره يفعل هذه الأشياء فاستعطفها ورضيت عنه، وفجأة تغيّرت ملامحه وسمع أصوات عجيبة وحاول بصعوبة فتح الباب وخرج من الغرفة فرأى أخته "ماريانا" تتعلم دروس العزف على البيانو من والدها وما أن انتهت حتى أسرع الولد يعزف ما سمعه فاستغرب أهله لوضعه، فعَلِموا بأن ابنهم عبقري و أن هذه العبقرية ستكون مصدر ثرائهم لو سمعه السلاطين. ولم يكتفِ الولد بالعزف فقط بل يريد أن يؤلف قطعا موسيقية ويقوم بكتابتها بنفسه، فعرف الأب أن ابنه موهبة غير عادية وقرر مضاعفة دروس الموسيقى لابنه، ولما بلغ الولد الخامسة من عمره كان قد ألّف أكثر من خمس قطع موسيقية صغيرة. فكّر الأب بالذهاب لرحلة خارج المدينة لإظهار موهبة ابنه للجمهور، وتكررت الرحلات إلى أوروبا، وتضاعفت المؤلفات في سن الثامنة، وفي الثانية عشر لحّن عملا مسرحيا وفي التاسعة عشر لحّن مائتان قطعة موسيقية، وعندما بلغ الحادية والعشرون من عمره أصبح من أشهر الموسيقيين في أوروبا وعاد إلى بلده النمسا واستدعاه القيصر للعمل في القصر ولكنهم أساءوا معاملته ورجع أدراجه إلى أوروبا ومات فيها.  
عنوان الكتاب
محمد ماهر قابيل


واقعي
ماذا تعلم عن
الموهبة*
الموهوبون**
الفئات الخاصة
الموسيقى
البيانو