| مقطع |
تسرد الأم قصتها منذ ولادة طفلها (عبد العزيز) والمصاب بمتلازمة داون، فهي تذكر وقائع حية لتجربتها كأم مع ابنها بكل ما تحمله من مشاعر الأمومة، ومسؤولياتها وتضحياتها. وما تتضمن مسيرة تلك التجربة من مواقف، وأحلام، وأمنيات، وصعاب تغلبت عليها بنجاح، فمنذ لحظة ولادة طفلها بدأت تقرأ وتثقف نفسها لمعرفة المزيد عن متلازمة داون. وهي تعلم كما تذكر أن ابنها مختلف ولكنها لابد أن تلغي كل الاختلافات بينه وبين الآخرين. دخل عبد العزيز رياض الأطفال في بداية افتتاح فصول الدمج في مدارس رياض الأطفال في الكويت، مما ساعده على تعلم العديد من المهارات واتقانها، وكان محبوباً من المعلمات والأطفال، وتأتي من بعد مرحلة الروضة مرحلة دخول (عبد العزيز) المدرسة الابتدائية، والتي تعلم من خلالها اللغة العربية والرياضيات والعلوم ومادة الرعاية الذاتية، بالإضافة إلى أستاذ التخاطب الذي كان له الدور في تحسين النطق لدى عبد العزيز.
ويبقى دور الأم والأخوة واضحاً في تعزيز ثقة عبد العزيز بنفسه، ومساعدته الدائمة وتقديم الدعم المتواصل له، وتستمر الأم في سرد قصتها ومدى المخاوف التي تحيط بها عندما يترك لوحده؛ في مكان عام لا يعرف كيفية التصرف وهذا ما حدث بالفعل في عدة مواقف عندما ابتعد عنها وغاب عن نظراتها. ومع دخول (عبد العزيز) مرحلة المراهقة تظهر صعوبات جديدة في كيفية مواجهة التغيرات النفسية والجسمية لدى ابنها، وكيف استعانت بمختصين لتتخطى هذه المرحلة بأمان، دون أن تترك آثاراً سلبية على ابنها العزيز. في النهاية، تذكر الأم عدة علاجات منها علاج بالصداقة، والعلاج بالحنان، العلاج بالنظافة، والعلاج بالغذاء والرياضة والعلاج بالنوم. وتختم المؤلفة حكايتها مع ابنها بالشكر له على صبره على غيابها وانشغالها عنه.
|