مقطع انتقلت وفاء مجدداً لمنزل قريب من الحديقة، ولقرب الحديقة من منزلها كانت تجلس كل يوم في الحديقة ترسم وتمزج الألوان مع بعض. وفي أحد الأيام قابلت فتاتان (ريم ونجلاء) الذين أسرعوا للتعرف والقاء التحية عليها، مع الحرص على عدم إيذاء مشارها وأحساسها بالنقص أو الاختلاف لجلوسها على الكرسي المتحرك والذي تسبب به أصابتها بمرض شلل الأطفال في صغرها. استقبلت وفاء الطفلتين بابتسامة وترحيب، وسألتها الفتاتان ماذا تفعلين في العطلة الصيفية وكيف تقضين وقتك؟ أجابت وفاء بأنها تمارس العديد من الأنشطة، والهوايات، وتدرس الفن في وقت فراغها ولذلك فهي لا تشعر بالملل. اعجبتا الفتاتان بشخصية وفاء وبرسومها فهي مبدعة وفنانة بالرسم، واثناء الحديث وفاء مع الفتاتان بدأتا بذكر أسماء عدد من الشخصيات التي نجحوا بالرغم من إعاقتهم مثل (هيلين كيلر، فريدا كاهو، طه حسين). وبعدها استمتعت الفتاتان بمشاهدة كيفية مزج وفاء للألوان وطريقتها المبدعة في الرسم ووعدتها برسمهما في تتقن رسم الوجوه. بدأت وفاء برسم صديقتيها ببراعة واتقان، واستأذنت نجلاء من صديقتيها بأن تسمحا لها بأخذ اللوحة لوضعها في إطار. وفي منزل نجلاء شاهد والدها اللوحة وأعجبته كثيراً وقال: رسومها جميلة ومعبرة تدل على موهبة حقيقية، وأقترح أن تسجل في مسابقة الفنان الصغير التي ستقام في معرض الفنون الجميلة. فرحت نجلاء بالفكرة وتمنت لها الفوز، ومرت الأيام مسرعة لتحضر الصديقات المعرض لإعلان نتائج المسابقة وبجدارة حققت وفاء المركز الأول في المسابقة. وحمدت الله على توفيقه وعلى النعم الكثيرة، وأن هذا اليوم هو الانطلاقة الأولى للأبداع.
عنوان الكتاب
أمل عبد الجبار الرندي
إياد العيساوي


واقعي
الإعاقة الحركية
ذوي الإحتياجات الخاصة
الفئات الخاصة