مقطع تتناول القصة الحديث عن العالم (يعقوب الكندي)، ابن والي الكوفة، وقد كان يعقوب أكثر إخوته طموحاً وذكاء وصبراً، دائم التحدث مع أبيه، ويطلب العلم من أبيه، وعند موت والده طلب يعقوب من والدته أم يعقوب ترك الولاية والذهاب للكوفة طاعة لوالده الذي وصاه بذلك، وحين بلغ يعقوب من العمر خمسة عشر عاماً أتم حفظه القرآن والأحاديث، وأتقن معرفة اللغة العربية، وحفظ الكثير من أشعار العرب وكتب البلاغة، وعرف مبادئ الفقه، بعدها عزم على السفر للبصرة، حيث كانت البصرة مدينة تخترقها جداول الماء، مشمسة عامرة بالنخيل، ولم يطل المكوث بها، فبعد ثلاث سنوات قال لأمه إنه سيذهب معها لبغداد، ففيها علوم الدنيا، وبها علماء العرب وغيرهم، وقد كانت أمه ابنة بغداد، وعاشت بها طفولتها وشبابها، ثم تزوجت بأبي يعقوب. وفي بغداد كان يقضي أيامه بمكتبة الحكمة، وأتقن اللغتين اليونانية والسريانية، وطمح أن يكون صاحب المدينة في الترجمة، وقد وكّل الخليفة (المأمون) إليه ولاية البصرة أو الكوفة بعد أن جلس معه، وتعرّف على علمه؛ فرفضها لأنه نذر نفسه للعقل والعلم، وغايته التوفيق بين الفلسفة وعلوم الدين الأخرى ونجح بذلك، قدّم دراسة علم الرياضيات على علم المنطق، وقسّم العلم إلى علوم شرعية، وعلوم الفلسفة، وعند بلوغه الثلاثين فارقته أمه فحزن بعدها أشد الحزن، فجلس وحيداً وكتب كتب الموسيقا وتطوراتها في العصور وأدوات الموسيقا، ورأى أن ألحان الموسيقا تشفي النفوس والكثير من الأمراض، فوضع أول سلم للموسيقا العربية، ووضع طريقاً جديداً للحضارة الإسلامية، فاستحق بذلك لقب (سليل الملوك) و(أبي الموسيقا) و (فيلسوف العرب).
عنوان الكتاب
سليمان فياض
إسماعيل دياب


علماء العرب
الكندي
السلم الموسيقي
الموسيقى
العلماء العرب - تراجم
العلماء المسلمون - تراجم
الحضارة الإسلامية