مقطع تتناول القصة الحديث عن عالم الحركة ( هبة الله بن علي ابن ملكا )، فقد كان لـ (علي بن ملكا البغدادي اليهودي) ابناً في غاية الذكاء والرجاحة، وكان هو وزوجته يتأملون خيراً بهذا الابن الذي قال لوالده يوماً ما: أريد أن أكون شمساً، فضحك والده ولم يفهم ما يبتغيه، و كان المقصد من كلامه أنه يريد أن يكون عالماً في كل علوم العصر، وطبيبا يعالج المرضى، إلى أن بلغ (هبة الله) العشرين من عمره؛ ليقف أمام منصة التتويج ليكرم لاجتيازه اختبارات العلماء ومنحه عددا من الإجازات في اللغات والعلوم الأربعة. ظل هبة الله يدرس حتى منح الإجازة في ممارسة الطب، وتفوق في التشخيص والعلاج ، وحين بلغ ابن ملكا الثلاثين من العمر اشتهر في جميع بغداد والبلاد المجاورة لها، فانتقل إلى همذان ليعالج المصابين من الغزوات والحروب في المعسكر وهناك أعلن ابن ملكا إسلامه، وفي يوم من الأيام مرضت زوجة السلطان ولم يستطع ابن ملكا علاجها؛ لأنها كانت مصابه بورم خبيث قد انهش جسدها وزوالها، وبعد وفاتها غضب السلطان على ابن ملكا، ووضعه في السجن، فكان يعالج المرضى المصابين ويؤلف الكتب والسلاسل حتى ظل هناك قرابة العام فعفا عنه السلطان واستسمح منه، وبعدها عاد إلى بغداد وقد تزوج بامرأة أخرى مسلمة، وبدأ ابن ملكا يفقد بصره تدريجياً حتى جاء اليوم الذي فقد بصره بالكامل فبدأ بكتابة كل ما يعرف في كتاب حتى أصبح لديه ثلاثة أجزاء دوّن بها المعلومات وأيضا ألف كتاب (المعتبر بالحكمة) الذي تحدث عن الحركة الطبيعية في سقوط الأجسام، وظل هبة الله يصاب بأمراض مزمنة ولكنه لم ييئس، وظل ينطق بلسانه. ودع هبة الله الحياة في عامه الثمانين، حيث دفن في بغداد موطنه الأصلي.
عنوان الكتاب
سليمان فياض
إسماعيل دياب


علماء العرب
ابن ملكا
الطب
العلماء المسلمون - تراجم
العلماء العرب - تراجم
الحضارة الإسلامية
الجراحة