مقطع تتحدث القصة عن علماء الفلك العرب؛ فبعد أن انتهى عصر عالم الفلك (بطليموس) الذي قام بوضع خريطة مفصلة لتحركات الكواكب، كان العرب في ذلك الوقت في أوج قوتهم؛ حيث شرعوا منذ عام 623م في إقامة إمبراطورية ضخمة، واكتشفوا الكتب الإغريقية العلمية وترجموها ودرسوها. وفي يوليو من عام 1054م سطع نجم في السماء فجأة فكان فرصة أمام علماء الفلك العرب ليرصدوه. ونجد أن أهم إنجازات العرب في علم الفلك كانت مبادئ علم الهيئة التي كانت معروفة عند العرب الحضر (مثل اليمنيين الكلدانيين)، ثم تطور علم الهيئة بعد ذلك إلى علم الفلك، الذي اهتم به العرب نظراً لصلتهم الكبيرة بالنجوم، كما اتجهوا لدراسة علم الفلك حرصاً منهم على فهم الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن الشمس والقمر والنجوم. وتذكر القصة أن الملوك اهتموا بعلماء الفلك، وبتشجيعهم، كما اهتموا ببناء المراصد الفلكية؛ منها مرصد عظيم في حي الشماسية بالقاهرة، ومرصد آخر في دمشق، ومراصد أخرى مثل مرصد الدينوري في أصفهان، ومرصد أنطاكية. ولقد عرّفَ العرب علم الفلك بأنه العلم الذي يُعرف من خلاله أحوال الأجرام البسيطة العلوية والسفلية وأشكالها وأوضاعها وأبعادها. وهم أول من عرفوا الرسم على سطح الكرة، وقالوا باستدارة الأرض، وبدورانها على محورها، كما أنهم عرفوا علم الأزياج؛ والزيج هو جداول مسجل فيها حركات الشمس والقمر والأرض والنجوم ومساراتها، ومن أهم الأزياج زيج (إبراهيم الفزاري) الذي صنع أول إسطرلاب في الإسلام، وزيج (الخوارزمي)، كما عرفوا منازل الشمس والقمر أو البروج. ونادى علماء الفلك العرب بإبطال صناعة التنجيم المبنية على الوهم، وبدلاً من التنجيم مال علماء الفلك العرب بعلم النجوم نحو الحقائق المبنية على المشاهدة والاختبار والعلم، فأدى ذلك إلى اهتمام العرب بعلم الفلك على أصوله السليمة إلى القضاء على التنجيم. وبعد أن برهن العلامة (ابن الشاطر)، أبرع علماء الفلك ومؤلف الزيج الجديد، على أن الشمس هي مركز الكون، فإن ذلك كله كان يستلزم بحوثاً علمية غاية في التقدم تعتمد على الرصد والآلات الدقيقة، وهي الأمور التي كان علماء الفلك العرب يملكون زمامها بكل براعة.
عنوان الكتاب
موسوعة علوم الفضاء الميسرة
العلماء العرب
الفلك - تراجم
الفلك
العلماء المسلمون - تراجم
العلماء العرب - تراجم