مقطع تتناول القصة الحديث عن عالم مسلم من البصرة اسمه " الحسن بن الهيثم" فقد نشا في أجواء منفتحة على الجمال والثروة والعلم، وكان على جانب عظيم من الذكاء والفهم؛ فلم تقتصر دروسه على ما كان شائعا في عصره من معارف بل تخطاها إلى علوم أخرى كالهندسة والرياضيات فبرع فيها. أصبح الحسن بن الهيثم كاتبا لحسابات البصرة، أحب هذه المهنة التي عهد بها إليه الوالي، إلا أنه كان دائم الاستزادة من المعرفة، كثير التطلع إلى المجد والشهرة، فذاع صيته في كل مكان، ولم يثنه نبوغه العقلي عن الزهد في متاع الدنيا، بل على العكس من ذلك كان على أتم ما يكون من الشرف والنزاهة. ومن العلوم التي أولاها اهتمامه علوم البصريات، وهي التي سيشتهر فيها فيما بعد، ويعرف بها عن سواها من العلوم والفنون، ووجد الحسن في (بيت الحكمة) ضالته التي يبحث عنها؛ فهناك وجد العشرات من العلماء الذين كان يسمع بهم، وهو في البصرة، ويتشوق للاجتماع بهم، كما كان العديد منهم قد تناهى إلى أسماعه اسم ابن الهيثم وإنجازاته العلمية فرغبوا في الاجتماع به والتعرف إليه. وقد شغل ابن الهيثم نفسه ردحا من الزمن بتلخيص كتب الحكيم اليوناني "جالينوس" وعدتها ثلاثون كتابا، كما كان درس خرائط النيل بعناية وشغف لحل مشكلة الجفاف.
عنوان الكتاب
مركز دار العلم للدراسات
فؤاد ميران


من عظماء الحضارة الإسلامية
الحسن بن الهيثم
علم البصريات
التراجم
العلماء العرب