مقطع تحكي القصة عن (سلمان التاجر)، من آل نشرة الماحوزي؛ حيث ولد في الماحوز إحدى قرى المنامة المشهورة سنة 1875م. ولقد نشأ سلمان في أسرة التاجر، وهي أسرة معروفة في المنامة عاصمة البحرين الحالية. كان عقله أكبر من سنه بكثير؛ فبادر أبوه وبعثه إلى أحد الكتاتيب ليتعلم قراءة القرآن الكريم، وأساسيات اللغة العربية، حتى أتم حفظ كتاب الله في فترة قصيرة، وكذلك أظهر براعة في تعلم الأبجدية، وكتابة الحروف الأولى بطريقة فاقت أقرانه؛ فاستطاع أن يمتلك ما يمكنه من دراسة نفائس تراث مادة اللغة العربية، ومادة الفقه الإسلامي، لكنه لم يقتصر على هذه الدروس، بل كان يذهب إلى أي مصدر علمي ليقرأ ويطلع؛ فقد كان يحب العلم، ولا يهدف من ورائه أي شهرة أو كسب مادي. وتذكر القصة أنه درس في العراق اللغة العربية والفقه الإسلامي حتى نال الشهادة النهائية، وتخرج لكنه طالب بعد ذلك بالانتفاع بالثقافة الغربية، ونبغ في مجال الشعر، ودرس فلسفة اليقين في مدينة النجف. لقد كان إنساناً فاضلاً يقدر المواهب العلمية لدى تلاميذه، ويعاملهم معاملة حسنة، كما كان صبوراً متزناً هادئ الطباع. تفوق في شعره بنوع خاص في مدح آل البيت ورثائهم؛ فقد كان يلقي قصائده في المنبر الحسيني. ومن بين أشهر تلاميذه، والذي حظيت أعماله بشهرة عربية وعالمية الشاعر البحراني الكبير المعاصر الأستاذ (إبراهيم العريض). وتنقل القصة اختلاف المؤرخين بتاريخ وفاته بين عامي 1920 و 1925.
عنوان الكتاب
مكي محمد سرحان


أدباء خليجيون متميزون
سلمان التاجر
العلماء العرب
التربيون - تراجم