مقطع تتحدث القصة عن " جورج ستيفنسون " المخترع البريطاني العبقري الذي غير وجه الحياة باختراعه السكك الحديدية، ونال لقب (فارس) في بلده إنجلترا بالرغم من عدم حصوله على شهادة علمية. فتذكر القصة أن الانتقال من مكان إلى مكان كان قديماً يشكل عبئاً على المسافرين، فكانوا يمشون على أرجلهم، أو يركبون الخيول، أو يسافرون بالبحر إذا أمكن ذلك، وكان المسافر ينام بالفنادق على الطريق بسبب الجهد والتعب، ففكر هذا العالم بأن يقدم للإنسانية عملاً يريحه، فاخترع سكك الحديد التي طورت حركة النقل والسفر، من مكان إلى مكان. ولد جورج ستيفنسون من أسرة فقيرة في قرية قريبة من (نيو كاسل) عام 1781م، ولم يلتحق في المدرسة لأن أباه لم يكن لديه المال الكافي، فاشتغل في أعمال الرعي وأعمال الحقل، وكان يعشق الماكينات، والطبيعة، حيث كان يشهد عربات الفحم التي تجرها الخيول فعشق ذلك، وكان يجب الطبيعة والأشجار والسير وسط المزارع متأملاً الأشجار والعصافير، وكان يهتم في تربية الحيوانات، ومارس في صباه رياضة رفع الأثقال، وفي عمر التاسعة عشرة بدأ يعلم نفسه، وتلقى دروساً في الرياضيات والميكانيكا، وقد استوعب ذلك في حبه لهذا العلم، وتزوج في الحادية والعشرين من عمره، وزرق بابنه "روبرت"، وفي سنة 1814م قدم أول اختراعاته؛ فكان جراراً من نوع جديد يتميز بسرعة 605 كليو متر في الساعة، وبقدرة كبيرة على جر ثماني عربات محملة في الفحم، ولم يقنعه هذا الاختراع فعمل على تطوير القاطرة فزاد سرعتها، وأعجب به رؤساؤه، فأطالق عليه لقب (دكتور المحركات)، وكان يقدم استشارات فنية تواجه العاملين بمناجم الفحم، واستطاع بخبرته ومهارته الفنية أن يبتكر نوعا جديدا من المصابيح أكثر أمانا. وفي سنة 1821م وافق البرلمان على تمهيد الطريق بين مدينتي (ستوكتون ودارلنينجيو) لمد خطوط سكك حديدية، ووافق البرلمان الإنجليزي عام 1832م على استخدام السكك الحديدية في نقل المسافرين، وقاد ستيفنسون أول قطار بنفسه عام 1852م وقد بلغ عدد القاطرات (38) عربة كان منها (21) للمسافرين و (16) محملة بالفحم، وأطلق على ذلك القطار اسم (النشط) وبلغ عدد المسافرين (450) مسافرا، وكانت المسافة حوالي عشرين كليو مترا، وبعد ذلك أصبح ستيفنسون أحد أهم الرجال المشهورين في بريطانيا، وقد جاءه عرض لإنشاء سكك حديد في كولومبيا في أمريكا الجنوبية، فأرسل ابنه روبرت لدراسة المشروع، وبعد نجاح التجربة الأولى كرر التجربة بين مدينتي (ليفربول ومانشيستر) فمد بينمها خطا للسكك الحديدية، وقد استخدم في مشروعه عدة جسور فوق منطقة مائية بين البلدين ليمر فوقها القطار، وقد ابتكر بمساعدة ابنه روبرت عربة جر جديدة ،وكانت أكثر كفاءة من السابقة.
عنوان الكتاب
أيمن أبو الروس
إبراهيم محمد إبراهيم


جورج ستيفنسون
التراجم