مقطع عندما كان (جمشيد) في الثانية عشرة من عمره أتم حفظ القرآن، ولقب (بغياث الدين)، وفي الخامسة عشرة أتقن اللغات التركية والفارسية والعربية، وعندما بلغ العشرين عاماً كان قد تعلم الرياضيات والمنطق وعلم الهيئة، وطلب من أبيه أن يسافر طلباً للعلم، فسُرَّ والده، وبقي طوال الليل يملي عليه ما يحتاجه في سفره، وسافر بعد أسبوع، وبعد خمس سنوات عاد إلى مدينته ومعه زوجته وخمسة من الإبل تحمل كتباً للرياضيات والفلك وآلات فلكية، وأهدى لأبيه الآلات الفلكية الذي كان مهتم بالفلك وآلاته، وقرر أن يجلس خمسة سنوات عند أبيه لرصد ثلاثة كسوفات للشمس، ولتعديل كتاب الزيج (الجداول الفلكية) لعالم يدعى (نصير الدين الطوسي)، وبعد خمس سنوات غادر غياث الدين إلى مدينة هراة - شمال غرب أفغانستان حاليا - ودخل مكتبة ملحقة بقصر الخاقان (ميرزا شاهرخ)، وسكن بالقرب من هذه المكتبة، وبعد أسبوع أهدى إلى الخاقان نسخة لكسوفات الشمس، ونسخة من كتابه الزيج الخاقاني، إلا أن الخاقان لم يكن مهتماً، فأرسل نسخه إلى أمير سمرقند ليتأكد من علمه، وبعد شهر أرسل أمير سمرقند العالم (ملا القوشجي) إلى غياث الدين يدعوه للعيش في سمرقند، والعمل معه في مشروعاته العلمية. في سمرقند عاش في بيت يحتوي على مكتبة وقد أضاف إليها كتبه، وقد استقبل الأمير غياث الدين الكاشي عند بوابة القصر، بعد ذلك اختير ليكون عضواً بمجلس علماء بجامعة سمرقند حين تشييدها، كما اختير ليكون مشرفاً على إنشاء مرصد سمرقند. بعد عدة سنوات قام بصناعة مزولة جديدة دون أية أخطاء، وبعد اثني عشر عاماً قام باكتشاف الكسر العشري، الذي يعتبر أعظم اكتشاف في حياته وحياة البشرية، وقام بشرحه لأمير سمرقند وعلمائها، وفي صباح اليوم التالي توفي العالم الجليل غياث الدين الكاشي، وكان قد خلف كتباً كثيرة في اللغة الفارسية والعربية، فقام بشرائها أمير سمرقند من ابنه، وأمر بحملها إلى قصره، ونسخ نسخة لجامعة سمرقند لينتشر علمه.
عنوان الكتاب
سليمان فياض
إسماعيل دياب


علماء العرب
الكاشي
الكسر العشري
الرياضيات
الحضارة الإسلامية
العلماء العرب - تراجم
العلماء المسلمون - تراجم