مقطع استيقظ (شريف) في يوم إجازته مريضاً متعباً، فدخلت عليه شقيقته (سامية)، واقترحت عليه طلب الطبيب، أن يذكر اسم الطبيب الذي يحب أن يعالجه، فابتسم شريف وهو يقول: الدكتور (أبو بكر الرازي). غادرت سامية الغرفة وعادت تحمل الهاتف وقالت: لم أجد رقم الهاتف الخاص به بل لم أجد طبيبا بهذا الاسم. انفجر شريف ضاحكا، اندهشت سامية وشريف يقول في هدوء وثبات: هذا الطبيب بالذات لم يكن عنده هاتف ولم يتكلم فيه عمره كله، لكن كتابه (الحاوي في علم التداوي) أعظم كتاب ظهر في تاريخ الطب في كل العالم، إنه في ثلاثين جزءاً، جمع فيه معارف الطب. ولقد ظل هذا الكتاب الموسوعة هو المرجع الوحيد للطب في كل أوربا سنين طوال، بل كان هو كتاب الطب الوحيد في كلية الطب في باريس وكان باللغة العربية. قالت سامية: وماذا يفيدهم في فرنسا كتاب طب باللغة العربية؟ كانت فرنسا وأوروبا تدرس الطب بها، قالت نحن ندرسه الآن باللغات الأجنبية، فارتفعت من شريف آه عالية فأسرعت إليه شقيقته، كان شريف يتأوه من عبارتها لا من المرض، وفي هذه اللحظة عاد والد شريف ووالدته من الخارج، فقالت سامية: الحمد لله أن رجعتما، أخي مريض ويريد الدكتور أبو بكر الرازي أن يعالجه، لكنه يرفض أن أستدعيه. فضحك الأب والأم، وأدركت سامية أن في الأمر سراً قالت: أخي يتحدث عنه في إكبار وإعجاب ومع ذلك لم أجد رقم الهاتف الخاص به في الدليل. ارتفعت الضحكات من جديد الأمر الذي أثار غضبها فقالت: ما الذي يضحككم. قال شريف: نسيت أن أقول لك أن كتاب الرازي هذا ظل أربعة قرون هو المصدر الوحيد لدراسة الطب في أوربا. فقالت: أربعة قرون!! قال: نعم. قالت: تريد أن يعالجك؟ قال: نعم. قالت: كيف؟ قال: طبيبنا العربي العظيم أبو بكر الرازي كان يؤمن بأحدث وسائل العلاج؛ الغذاء والموسيقى قبل العقاقير، ولا أظنني بحاجة إلى أكثر من كوب من عصير الليمون وأسطوانة موسيقية جميلة بعدها أقفز من فراشي كالحصان. وفعلا استرد شريف عافيته على يد الدكتور الرازي.
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف
عادل البطراوي


موسوعة عجائب الحيوان والنبات
أبي بكر محمد بن زكريا الرازي
الطب - تراجم
العلماء المسلمون - تراجم