مقطع تتناول القصة الحديث عن العالم (علي ابن يونس)، فهو من أعظم العلماء الذين عاشوا في القرن الميلادي العاشر وشهدوا ذلك القرن، حيث امتاز ابن يونس في علم الأرصاد الفلكية الذي ورثه من جده (يونس بن الأعلى الصدفي) حيث أن علياً لم يقدم على هذا الاختيار وهذا العلم إلا عندما قرأ عن الفلك، ووجهه في ذلك جده أحمد، الذي علم بنبوغ حفيده فهو يحفظ ويقرأ من الشعر من أول مرة وحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة، وقد كان علي طليق اللسان, صافي الفكر، فوفر له جده المال لإكمال دراسته في الفلك، فدرس علي الرياضة أولاً لأنها المدخل في علم الفلك, وحينما بلغ علي من العمر ثلاثة عشر سنة كان قد قطع شوطاً كبيراً في دراسة علم الفلك والرياضة. ومع تقدمه في العلم والعمر زادت صلته بالخليفة الفاطمي (العزيز بالله)، حيث توقع حدوث كسوف شمس فصار حقيقة فاندهش الخليفة لذلك، وطلب رأيه ومشورته حول كيفية جعل القاهرة منطقة للعلم والأدب، فأشار عليه تحويل الجامع الأزهر إلى جامعة تدرس فيها كل العلوم والمذاهب الفقهية، وبعد ذلك عمل جداول صغرى تخص سماء مصر وشمسها وقمرها ونجومها وكواكبها وارتباطها بالفصول الأربعة، ونشرت بين الناس تحت اسم (زيج جداول ابن يونس). رسخ ابن يونس حب علم الفلك في تلاميذه, وبعد وفاة الخليفة صار الحكم لابنه (الحاكم بأمر الله) الذي ظهرت ميوله للعلم والعلماء وبالأخص علم الفلك، وأراد أن يحقق الحلم الذي أراده والده في بناء مرصد على سفح الجبل المقطم، ففرح بذلك ابن يونس فجهز المرصد من الآلات وبعد ذلك اكتشف ابن يونس آلة جديدة وهي آلة (الرقاص)، وأنجز فيما بعد الجداول الفلكية الكبرى التي استغرقت من عمره سبعة عشر عاماً، استخدم فيها علم المثلثات، وحل كثيراً من المسائل المستعصية، ووضع الأساس الأول للوغاريتمات وحساب الأقواس الثانوية وصارت القوانين الرياضية بسيطة. توفي ابن يونس عام 399هـ -1009م وبقي علمه حيث أُخذت كتب ابن يونس وترجمت بجميع اللغات فكان أعظم عالم فلكي في العصور الوسطى.
عنوان الكتاب
سليمان فياض
إسماعيل دياب


علماء العرب
ابن يونس
الفلك - تراجم
العلماء المسلمون - تراجم
العلماء العرب - تراجم
الحضارة الإسلامية
علم الأرصاد