مقطع تحكي هذه القصة أن "أحمد" فتى صغير يعمل في عمل شاق، فلديه عربة يجرها حماره ويحمل عليها قوارير الغاز التي يجول بها شوارع المدينة ويتوقف عند محطات عديدة لإنزال هذه القوارير وحملها على كتفه والصعود بها على السلالم لإيصالها لمن يطلبها. يتجول أحمد في شوارع المدينة المزدحمة والمليئة بالضوضاء والضجة، فكل شيء يختلط هنا؛ الأصوات تتشابك على اختلافها، وكذلك الألوان والبائعون وحتى وسائل النقل، كل ذلك وأحمد يحتفظ بسر في نفسه يريد أن يبوح به لأهله عند انتهائه من عمله الطويل المتعب. يلتقي أحمد ببائعين مختلفين يبحثون عن رزقهم مثله تماما، فهناك بائع العرقسوس الذي يجعله يشعر بالعطش فيخرج أحمد زجاجة الماء التي يحتفظ بها معه ولا يشتري من البائع، وهناك الصبي الصغير الذي يبيع الخبز والذي يجعل أحمد يفتخر بنفسه، فعمل هذا الصبي سهل جدا وهولا يستطيع أن يحمل مثله تلك القوارير الثقيلة. وهذا هو بائع الفول الذي يشتري منه أحمد غداءه، وعندما يجلس أحمد ليرتاح قليلا ويتناول الغداء ويصفي ذهنه من ضجيج المدينة يتذكر كلام والده عن مدينتهم وعراقتها وقِدَم عمرانها وإحاطة نهر النيل والصحراء بها وشهرتها الواسعة حول العالم، كما يتذكر عندما كان طفلا صغيرا يتجول مع أبيه على العربة في أوقات عمله وكلمات والده وهو متعب ويقول له: يا أحمد استعجل لتكبر وتصبح شابا قويا، لأنه قد تعب من العمل ويريد من ابنه أن يساعده، أما الآن فأحمد فخور بنفسه لأنه أراح والده وأصبح هو من يعيل عائلته، لكنه يتذكر أن اليوم لايزال طويلا ولايزال أمامه الكثير من العمل قبل أن يعود للبيت ويفصح عن سرّه، فيقوم لعمله. وفي المساء عندما عاد للمنزل أخبر والديه بسرّه الذي ظل محتفظا به طوال اليوم وهو أنه يستطيع كتابة اسمه وكان سعيدا بذلك، فرغم كل ما يعاني أحمد من تعب ومشقات في الحياة إلا أنه استطاع تعلم كتابة اسمه وأراد أن يبقى اسمه مكتوبا لا ملفوظا فقط وأن يدوم مثل تلك المباني القديمة في مدينتهم.
عنوان الكتاب
فلورنس باري هايد
تاد لوين


واقعي
النجمة الذهبية
الطموح*
العلم
مساعدة الآخرين