مقطع تحكي هذه القصة أنه - في يوم من الأيام - كانت هناك فتاة صغيرة اسمها "ملك" كانت سعيدة دائماً، وكان لها أبوان لطيفان وأخ رائع، وكانت لها صديقة عزيزة في المدرسة. ولديها إلى جانب ذلك كله الكلب "موبي" ولكن الفتاة ملك بدأت تصبح أكثر تعاسة في الفترات الأخيرة، ليس بسبب شيء واحد بل بسبب كل شيء، فقد كانت تقلق أن يزيد وزنها عما يجب وأن يكون كلبها اللطيف موبي في جسمه براغيث، وكانت تخاف أيضاً أن صديقتها العزيزة ترحل وتسافر وتترك ملك وحدها. فصحت من نومها يوما ما لتجد لديها حقيبة مليئة بالهموم وقد كانت الحقيبة تتبعها أينما تذهب، إلى المدرسة، إلى حمام السباحة، إلى دورة المياه وكانت تلاحقها حتى عندما تشاهد التلفاز، حاولت ملك أن تتجاهلها ولكن المحاولة لم تنجح، وأيضاً حاولت أن تتركها خارج المنزل، ولكن عندما رجعت من المدرسة رأت الحقيبة في انتظارها. كانت الحقيبة مثل الظل الرهيب الذي لم تستطع التخلص منه، فقد فكرت مراراً وتكراراً وكانت تسأل نفسها ماذا تفعل؟ طلبت من أخيها أن يساعدها، ولكنه كان مشغولاً بلعبة في الكمبيوتر وكان كل ما قاله لها "لا أعرف فأنا ليس لدي هموم"، وكانت مترددة في أن تسأل أمها عن الحقيبة، ولكنها خائفة من ردة فعل أمها، وكانت تريد أن تسأل أباها، ولكن قالت إن أباها مليء بالهموم، فترددت عن سؤاله عن تلك الحقيبة المحيرة وكانت الهموم تزداد يوماً بعد يوم، وقد ازدادت حجم الحقيبة أكبر وأكبر وأكبر، ولم تستطع الفتاة ملك أن تنام لأن الحقيبة كانت ترافقها أينما ذهبت حتى في نومها، فأخبرت الفتاة ملك صديقتها العزيزة بأمر الحقيبة فاقترحت عليها أن تضع الحقيبة في الدولاب وتغلق عليها الباب، وقالت لها أيضا أن تحاول عدم التفكير فيها، ولكن هذه الحيلة لم تنجح أبداً حتى كلبها موبى لم يستطع أن يفعل شيئاً فقد بذل أقصى جهده ولكن الحقيبة ظلت ثابتة لم تتحرك واستيقظت ملك صباح أحد الأيام وارتدت ملابسها وبدأت تمشي في الشارع وكانت تشعر أنها تحملت ما فيه الكفاية فانسابت الدموع على خديها وجلست على سور إحدى الحدائق ووضعت رأسها بين كفيها، وقالت في نفسها أنها لا بد أن تعيش مع تلك الحقيبة إلى الأبد، وعندما كانت جالسة سمعت صوتا فرفعت بصرها ورأت وجه جارتها العجوز الذي يفيض حناناً، وصاحت العجوز بانبهار وتعجب ثم قالت: يا الله ما هذه الحقيبة الضخمة من الهموم، وشرحت لها ملك وهي تبكي كيف ظلت تلك الحقيبة تطاردها، وقالت العجوز: إذاً فلنفتحها ونرى ما بداخلها، ولكن ملك كانت خائفة من ذلك، لأنها قالت إذا فتحت الحقيبة فربما قفزت الهموم خارجها ولا يعلم أحد ما يمكن أن يحدث بعد ذلك، ولكن العجوز كانت مصممة وقد قالت إذا كانت لديك هموم وكانت صغيرة فالسر هو أن تخرجيها ببطء، واحدة بعد الأخرى وبهذا سوف تختفي الهموم. وفتحت ملك الحقيبة وقسمت العجوز الهموم إلى مجموعات ودهشت ملك، ها قد اختفت نصف الهموم لأن عدداً كبيراً لم يكن يحب أن يرى ضوء الشمس، أما الباقي فقد وضعت العجوز بعضها في سلة السوق لديها حتى تعالجها بنفسها، وقالت إن عدداً من الهموم يشترك فيها الجميع حتى أفراد أسرة ملك وأصدقاؤها ومعلمتها، وأما الحقيبة فقد رموها في سلة المهملات.
عنوان الكتاب
فيرجينيا أيرنسايد
فرانك رودجرز


مساعدة الآخرين