مقطع تذكر القصة أنه في قديم الزمان عاش في بلاد اليابان حطاب عجوز مع زوجته، وقد كان رجلا هادئا محبوبا من الجميع، في حين كانت زوجته حادة المزاج دائمة العراك مع الآخرين، وكانت أسعد اللحظات في حياة الحطاب تلك التي يقضيها مع أصدقائه عصافير الغابة. وذات يوم بينما كان الحطاب جالسا تحت شجرة يطعم الطيور سمع تغريدا حزينا فسأل عن صاحب التغريد الحزين؛ فأشارت العصافير إلى المكان فذهب هناك، وشاهد عصفورا دوريا مكسور الساق، ثم عاد الحطاب مسرعا إلى منزله حاملا عصفوره؛ فأشارت الزوجة وقالت: ألا يكفي ما نعانيه من فقر حتى نطعم فما ثالثا!! صنع الحطاب قفصا للعصفور، ثم ثبت رباطا حول ساق العصفور، وبعد فترة شفي العصفور، وأطلق عليه اسم (شيري شي). استاءت المرأة من العصفور؛ فتناولت حجرا، وقذفته به، وهجمت عليه، وأمسكته به؛ لأنه تناول طعامها، ثم قفز هاربا إلى الغابة، وعندما عاد الحطاب إلى المنزل لم يجد العصفور؛ فأخبرته الزوجة بما فعلت؛ فقال لها: كوني على ثقة إنك ستتعذبين من أجل ما فعلته. راح الحطاب يبحث عنه دون جدوى، وبدأ يشكي حاله أمام العصافير التي أرشدته إلى مكان (شيري شي) فسار الحطاب خلف العصافير حتى وصلوا إلى حقل خيزران، في وسطه منزل صغير؛ ففتح الباب وخرجت عصافير تلبس ثياب (الكيمونو) فأخبره والدا (شيري شي) أنهم يشكرانه على علاج ابنهما، ورغبا في تقديم هدية للحطاب فأحضرا له سلة كبيرة وسلة صغيرة؛ فاختار السلة الصغيرة؛ لأنه لم يعد قويا لهذا اختار السلة الصغيرة. وعندما وصل إلى المنزل شاهدت الزوجة السلة، وما بها من مجوهرات، وذكر لها ما حدث معه؛ فذهبت لآخذ السلة الكبيرة رغم رفض زوجها؛ فأصرت على الذهاب ، والتقت (شيري شي) وأخبرته بأنها تريد السلة الكبيرة، فأعطاها وسارعت الزوجة في فتح السلة؛ فقفزت منها سبعة شياطين صغيرة، وسارعت بالفرار. حينئذ ركعت المرأة عند قدمي زوجها طالبة من السماح.
عنوان الكتاب
سهيل الناطور
ليلى الشوا


من حكايات الشعوب (حكاية من اليابان)
الرفق بالحيوان
القناعة - قصص الأطفال