مقطع طلع الفجر وزقزقت العصافير قصة جميلة تتحدث عن العم (صالح) الذي خرج ذات صباح ومعه ابنه ومعهما حمار قاصدين السوق، ومرا بنسوة ؛ فقهقهن ساخرات منهما لترجلهما وعدم ركوبهما الحمار؛ فركب العم صالح وابنه الحمار معا، وهنا تعجب المارة من قسوتهما على الحمار وعدم رفقهما به. نزل الابن وبقي أبوه راكبا الحمار فمرا بشباب الحي فتعجبوا من قسوة الأب وتركه ابنه يمشي على قدميه، نزل الأب عن ظهر الحمار وركب الابن؛ فاغتاظ شيخ كان يتابع المشهد وهمس بكلمات: ولد آخر الزمان، كيف يترك أباه يسير على رجليه ويركب الحمار. نزل الابن وسار الثلاثة في طريقهم إلى السوق فاعترضهم شيخ البلدة وصاح فيهما: ألا تريان أن الحمار المسكين متألم من المشي على الحصى؟ فربطا الحمار في خشبة من أرجله وحملاه على ظهرهما، ولما مرا بإحدى القرى قهقه الناس وتعجبوا وسخروا مما شاهدوا. فهم الأب وابنه أنه من المستحيل إرضاء كل الناس؛ ففكا الحمار وتركاه يأكل آمنا في الحقل ليستعيد قواه.
عنوان الكتاب
عبد الستار الباجي
فاضل غديرة


مجموعة غصن
الرفق بالحيوان