مقطع تحكي هذه القصة أنه كان هناك ملك يحكم مملكته بالعدل والمساواة والإحسان إلى الناس، وبفضل حكم الملك العادل ساد الأمن والأمان في أرجاء المملكة، ومن عادات هذا الملك أن يذهب إلى الطبيعة ويتأمل ما فيها من جمال خلاب، ولقد أصدر الحاكم حكما بمنع اصطياد الطيور في جميع أنحاء المملكة إلى أن كثرت الطيور في هذه المملكة وازداد عددها. وفي يوم من الأيام، حضر إلى الملك تاجر ثري يحمل الكثير من الهدايا للملك المعظم، سُرّ الملك بالتاجر وقبل بالهدايا، وقال له التاجر إن هناك هدية خصصت له، فسأل الملك عن نوع هذه الهدية، فقام التاجر بإخراج قفص مصنوع من الذهب، وفي داخله عصفورة جميلة تتمتع بصوت بديع، فقال له الملك: ألا تعلم بأن حجز الطيور في الأقفاص جريمة يعاقب عليها الشخص؟ ولكن بما أنك رجل غريب عن مملكتنا فلن نعاقبك، والآن عليك أن تطلق سراح تلك العصفورة المسكينة. فعندما فتح القفص اقتربت العصفورة إلى الملك وانحنت له برأسها، فاستغرب الملك من تصرفها، فطلب منها أن تغني، ولما سمع صوتها اغرورقت عيناه بالدموع، فقال للتاجر: إني أسمعها تبكي ولا تغني لماذا؟ فاستأذن التاجر بالخروج وخرج من القصر دون أن يجيبه، فطلب الملك المستشار لأنه يفهم لغة الطيور، فقال المستشار للملك إن هذه العصفورة هي فتاة سحرتها ساحرة شريرة، والتاجر هو والدها، ودواء هذه الفتاة موجود في قصرك يا سيدي، وهي أن تشرب هذه العصفورة من كأسك الذهبي قليلا من الماء. فأمر الملك بإحضار الكأس الذهبي على الفور وبه ماء، وما أن شربت العصفورة رشفة أو بضع قطرات من الماء فتحولت لفتاة جميلة جدا.
عنوان الكتاب
طارق أحمد البكري


شعبي
طرائف وعبر للأطفال
الرفق بالحيوان
العدل