مقطع تدور أحداث القصة حول أمير يدعى "غطرسون" صاحب مملكة واسعة، بها حقول زراعية خصبة، ومدن جميلة عامرة. اشتهر بشدة بأسه، وخشونة طبعه، وقسوة قلبه، ومن ناحية أخرى كان مولعا بالصيد والفروسية، وكان ماهرا بهما، وكان جميع أهل المدينة يعتقدون بأنه أسعد ملك على وجه الأرض، لكنه لم يكن كذلك؛ فقد كان يشعر بأن سعادته غير مكتملة؛ بسبب عدم إنجاب ولي العهد له، فقد كان متزوجا من "بدريار" ابنة عمه منذ سنين عديدة، ولم تنجب له، وهو لم يترك من الأطباء والحكماء أحدا، ولكن دون جدوى، إلى أن سأله جاره الشيخ الكبير عن سبب حزنه؛ فأشار عليه بأن يصطاد غزالا، ويطعم زوجته دماغ هذا الغزال. فذهب لصيد الغزال، إلا أن صيده كان صعبا؛ فأمر "غطرسون" بأن تقطع قرناه قبل أن يذبح لكي يعذّب؛ وهذا جزاؤه؛ لأنه أتعب "غطرسون" أثناء الصيد، وفعلا ذبح الغزال، وأنجبت "بدريار" الوريث، واكتملت فرحته، إلا أنها لم تستمر! فمع مرور الوقت ظهر برأس ابنه الأمير "نبراس" قرنان، وصارا يكبران، حتى كانا مثل قرني الغزال؛ فعلم "غطرسون" بأن هذا عقاب من السماء، فأمر بحجز ابنه بجناح خاص، لا يطّلع عليه أحد إلا أبواه وخادمه الخاص؛ فأصبح شعر نبراس طويلا جدا، فأمر الملك بجلب حلاّق له، ولكن بعد أن يراه، ينفى إلى جزر بعيدة لكي لا يفشي السر، وهكذا الحال، إلى جاء دور آخر حلاق له، ويدعى "بختون" فاستثار عطف الخادم الخاص، فأشار عليه بأن يمثل أنه أبكم وأصم؛ لكي لا ينفيه الملك، ففعل ذلك، ولكنه لم يحفظ السر، فأخذ يحفر حفرة يقول لها السر، إلى أن نبت مكان الحفرة شجرة قصب جيدة، تصلح للمزامير، فأخذ أحد الرعاة منها غصنا لعمل مزمار، فقام المزمار بإفشاء السر، أما الشجرة فعندما تهب عليها الريح، يخرج منها صوت "بختون". علم الملك؛ فمات حسرة، فأراد الناس مبايعة "نبراس" وفي الليل كان يبكي حزنا وألما؛ فكيف سيواجه الشعب بقرني حيوان؟! فظهر العجوز وقال: هذا كان عقابا لوالدك، أما الآن فقد مات، وسوف يختفي قرناك.
عنوان الكتاب
الجيلاني العوامر


الرفق بالحيوان