مقطع تحكي هذه القصة أن "هند" كانت تمتلك عصفورا صغيرا وضعته في قفص، فلم يكن ذلك العصفور يأكل أو يشرب أو يغني، فتساءلت هند عن سبب حزنه واعتقدت أنها ستفرحه بالورد، فاتجهت إلى الغابة لتقطفها، وما أن قطفت هند أول وردة ووضعتها في السلة حتى هبت ريحٌ قوية جعلت السلة تطير ومعها الوردة، فخافت هند واختبأت خلف الشجرة، وفجأة هدأت الريح، ولكن ازداد خوف هند أكثر فأكثر، إذ رأت عصفورين كبيرين جداً يقفان أمامها، فتقدم أحدهما باتجاهها ووقف أمامها، فاعتقد لأول وهلةٍ أنها حشرة غريبة فنادى صاحبه فأخبره أنها من بني البشر، واقترح العصفور الأول أن يحتفظ بها في بيته فأطبق عليها بمنقاره وطار بها إلى الغابة التي يوجد بها عشه، وفي البداية فكرت أن تهرب بعد أن وضعها أرضاً وطار، ولكنها خشيت أن تتوه في هذه الغابة الكبيرة، وبعد قليل اجتمع عدد من العصافير ووقفوا عندها يرونها باستغراب، ولكنها رأت أعينهم الطيبة، ثم ذهبت العصافير وبقي عصفورٌ واحد هو الذي حملها وحبسها في قنينة كبيرة وسد فوهتها بفلين، لذا لم تستطع هند الخروج، فبكت كثيرا حتى امتلأت القنينة بالدموع، وفجأة هبط العصفور مع أبيه، وقد كان الأب غاضبا بسبب حبس ابنه لهند ففتح العصفور الابن القنينة وحمل هند على ظهره وطار بها إلى الغابة التي أخذها منها فنزلت وأخذت سلتها وملأتها بالورد، واتجهت إلى البيت وكانت متلهفة لرؤية والديها، ولكن ما إن دخلت إلى حديقة المنزل حتى وقع نظرها على قفص العصافير، فركضت هند باتجاه القص وحررت العصفور فطار وحلق بعيدا ولوحت له وتأسفت لحبسه طوال تلك المدة. وما إن رأت هند أمها حتى ركضت إليها ملهوفة واحتضنتها وسألتها أمها عن سبب الغياب، فأدركت أن العصفور كذلك له أمٌ تسأله السؤال نفسه وتخاف علـيه.
عنوان الكتاب
فاروق يوسف


الرفق بالطيور
الرفق بالحيوان