مقطع تحكي هذه القصة أنه كان هناك حطاب فقير متزوج من امرأة طيبة، كانا يتساعدان في المعيشة، كل منهما يُرضي الآخر لكنهما افتقدا شيئا جميلا وهو إنجاب طفل يُضفي الفرحة عليهما، فدعيا الله كثيرا ليرزقهما طفلا أو طفلة يرعاهما في الكبر ولكي يفرحا به. وشاءت الأقدار واستجاب الله دعاءهما فأنجبت زوجة الحطاب فتاة باهرة الجمال وسمياها "أميرة". كانت في كل يوم تكبر فيه يزداد حسنها وجمالها حتى وصلت إلى سن الزواج وتوافد الخُطّاب على باب الحطاب، فركب الغرور زوجة الحطاب وابنتها ولم يرضيا بأي شخص إلا بعد أن يجلب هدية لا مثيل لها في الدنيا. فانفض الجميع لهذا الطلب ولم يبقَ سوى ثلاثة، "بكر" الفكهاني، و"عابد" الحصري، و"سلام" المغني، كانوا كالأخوة لا يفترقون لكنهم في سبيل أميرة قرروا الذهاب في الصعاب ليلتقوا بعد عام فيحكي كل منهم ما حدث للآخر ويتقدم للأميرة فتختار. وبعد مرور عام مليء بالمشقة والمتاعب والمغامرات التي حدثت لهم عادوا إلى البلاد ويحمل كل منهم شيئا، فبكر الفكهاني أحضر معه بساط الريح، أما عابد فأحضر مرآة عجيبة، أما سلام فأحضر معه ليمونة عجيبة بقطرة منها يصحو الميت بإذن الله. ثم قرروا الثلاثة أن يرووا ما حصل للأميرة بعد غيبتهم الطويلة، فنظروا في المرآة العجيبة فدهشوا لرؤية أميرة وسط جنازة كبيرة في نعش والعويل والصراخ من حولها فأسرعوا وركبوا البساط ووصلوا إلى المدينة، وعند قبر أميرة قطّر سلام من ليمونته العجيبة فصحت أميرة وعادت للحياة وعادت الفرحة لأهلها والناس جميعا، بعد ذلك تُرك القرار لأميرة فيمن تختار بالعدل فأخبرتهم بأنهم جميعا أنقذوا حياتها، لكن بكر الفكهاني لا يزال يملك البساط وعابد الحصري لا يزال يملك المرآة أما صديقهم سلام فأصبح فقيرا لا يملك شيئا ومن العدل والحق أن تتزوج أميرة سلام المغني. فهتف الناس بذلك وتزوجت أميرة بسلام وعمّت الفرحة الجميع.
عنوان الكتاب
فؤاد حداد


الأفق الجديد
القناعة - قصص الأطفال