| مقطع |
تتحدث القصة عن بنت صغيرة اسمها (مريان)، تعيش مع والدها الفقير في بيت صغير على البحر، وكان والدها يعمل صياداً، أما هي فكانت تجمع الأصداف من على الشاطئ وتلونها، وتصنع منها حلياً، وتبيعها مقابل قروش قليلة، وقد كانت سعيدة بذلك؛ فهي بنت قنوعة ومطيعة تعمل بجد وتحب عملها.
وذات صباح خرجت مريانا مع والدها كعادته لتجمع القواقع والصدف، بينما يقوم والدها بصيد الأسماك، وعندما انتهت مريانا جلست على صخرة عالية، ونظرت إلى الأفق وهي تفكر وتنسج أحلامها وأمنياتها، وتذكرت مريانا أن العيد سوف يأتي قريباً، وأنها لا تملك سوى ثوب واحد بال.
مشت مريانا خلف والدها حزينة؛ فسألها عن السبب، فقالت بصوت خافت حزين: العيد مقبل بعد أيام قليلة. فلاحظ الصياد فستان ابنته البالي، فشعر بالحزن أيضاً؛ لأنه لا يملك نقوداً ليشتري لابنته فستاناً جديداً.
وذات يوم وهي جالسة تفكر على شاطئ البحر سمعت صوتاً خافتاً يطلب منها النجدة، فراحت تبحث عن مصدر الصوت وعلمت أن الصوت يأتي من قارب بعيد عن الشاطئ بقليل، فقذفت بنفسها في البحر، وراحت تسبح نحو القارب إلى أن وصلت إليه ولكنها لم تجد أحداً، فأرادت أن تعود ولكنها سمعت صوتاً يقول: " أرجوك يا مريانا أنقذيني، أنا هنا بجانبك ابحثي عني في أحد زوايا القارب .
بحثت مريانا ووجدت سمكة صغيرة لونها ذهبي، تتقلب وتحرك فكيها ببطء شديد. قالت مريانا للسمكة: من أنت؟ أجابت أنا سمكة ذهبية، ابنة أمير البحر الذهبي، قذفتني الأمواج حيث وصلت إلى هنا، وأنا لا أستطيع العيش خارج الماء.
حملت مريانا السمكة برفق شديد، ثم ألقتها في البحر، فلعبت السمكة الصغيرة تحت الماء قليلاً، ثم عادت إلى مريانا وخاطبتها قائلة: " تعالي معي يا مريانا لأعرفك على أمي وأبي ". قالت مريانا للسمكة:" أنا لا استطيع العيش تحت الماء "، وكانت السمكة تعرف ذلك، فطلبت من مريانا أن تغمض عينيها وتمسك بذيلها الصغير. فعلت مريانا ذلك، وبعد قليل وجدت مريانا نفسها في قصر ذهب تحت الماء، وتعرفت على أم وأب السمكة، وسمعوا القصة، وأرادوا أن يكافئوا مريانا فطلبوا منها أن تتمنى أمنية.
فكرت مريانا قليلاً، ولم تجد شئياً يسعدها أكثر من رؤية والدها سعيداً؛ فطلبت من أمير البحر أن يحقق لها أمنية والدها الصياد والفقير، فاستجاب لها أمير البحر، وعندما عادت مريانا إلى أبيها وجدت أباها فرحاً فسألته عن السبب، فقال لها: إن الله أرسل إليه صندوقاً مليئاً بالجواهر؛ لأنه صبر كثيراً وتحمل المشقة.
فرحت مريانا بفرح أبيها الذي قال لها: الآن سأشتري لك كل ما تتمنين. |