مقطع تحكي هذه القصة أن "دقدق" جلس يتأمل السحب في أحد أيام الخريف، وأخذ يتأمل بها وهي على شكل خيوط بيضاء ثم فكر وأخذ يسأل نفسه: لماذا لا يكون عندي حصان جميل؟ ولماذا يركب العُمدة حصانا عاليا والناس تسير على أقدامهم؟ فأخذ يفكر ثم طرأت على باله فكرة، فقام وركب حماره الأسود وعاد إلى البيت، فتعجبت أمه منه فسألته: ماذا جرى لك يا دقدق؟ فلم يستجب لها فذهب دقدق إلى الحظيرة فربط حماره وخرج من البيت واشترى فرشاة وطلاء أبيض وعاد للبيت، فدخل الحظيرة وأغلق على نفسه الباب، فقام بصبغ حماره باللون الأبيض، وعندما أتى الليل نام دقدق وحلم أن هناك حصانا أبيض يهبط من السماء ويدخل من النافذة وركب الحصان، وكان يرى القرية الصغيرة نائمة في ضوء القمر فاستيقظ في الصباح فوضع السرج على ظهر الحمار وخرج، فرأته أمه وأخته وعرفتا ما قام به من طلاء للحمار فضحكوا وسألتاه عمن قام بتلوين الحمار؟ فرد عليهم وقال: إنكما تعرفان أنه حمار لكن الناس لا تعرف عنه غير أنه حصان. فذهب إلى أصدقائه مفتخرا بحصانه فتجمع حوله الأولاد والبنات وأخذوا يسألونه عما قام به فأجابهم في سعادة بأنه حصان أفضل من حصان العُمدة، فوصف لهم قوة حصانه وضعف حصان العُمدة، فضحك الأولاد عليه وأخذ يتجول في الطرقات وكانت الغيوم تتجمع، واختفت الشمس ونزل المطر غزيرا وأخذ الطلاء الأبيض يذوب ويختفي وظهر اللون الأصلي للحمار والأولاد يضحكون بما فعله دقدق، فخجل من نفسه وعاد للبيت بجوار أمه صامتا حزينا، فوضّحت له أمه أنه لم يسمع كلامها وعناده جعله يكون في هذا الموقف، فطلب من أمه حصانا فقالت له بأنه صغير، والحصان كبير وقوي وعنيد، بينما الحمار فإنه طيب ومطيع، فخرج دقدق إلى الحقل وأخذ يتأمل السحب وقال: عندما أكبر سوف أركب حصانا.
عنوان الكتاب
فريد أبو سعدة
أحمد عز العرب


قصص الحيوان
يحكى أن
الحصان - قصص الأطفال
القناعة - قصص الأطفال
طاعة الوالدين - قصص الأطفال