مقطع يحكى أن هناك ولدا صغيرا اسمه "رائف" يعيش في الغابة، وكان يحب مشاهدة الطبيعة، وفي أحد الأيام ـ وهو ينظر للطبيعة ـ وجد السمك فقال: يا ليتني كنت سمكة، ألعب طوال الوقت، وليس عندي عمل! وفجأة سمع صوتا رقيقا يسأل: ماذا تحب أن تكون؟ وعندما نظر خلفه، وجد فتاة جميلة، لها أجنحة فسألها: من أنت؟ فقالت: أنا "بوبو" أميرة جنيات الغابة، هل تريد حقا أن تكون سمكة؟ فأجاب: نعم. فتحوّل الولد إلى سمكة؛ فسعد لعدة أيام ولكن هذه السعادة لم تتم؛ ففي أحد الأيام اتجه نحو سمكة كبيرة، تريد أكله؛ فاختبأ بين الصخور، وعندما التقط أنفاسه، أخذ يراجع نفسه فقال: يا ليتني طائر أحلّق في السماء، ولا أخاف من السمك الكبير! فسمعته الجنية "بوبو" فحوّلته إلى طائر؛ ففرح أيضا لبعض الوقت، وفوجئ بأسهم تلوح حوله؛ فاختبأ في شجرة كبيرة، ثم صاح بأعلى صوته: "بوبو" أنقذيني! أريد أن أكون نمرا قويا، يخاف منه الناس والحيوانات. فحوّلته أيضا إلى نمر؛ فأعجب بنفسه، وأخذ يسير متباهيا، وعندما جاع ذهب يبحث عن فريسة، فرأى عنزة معلقة على حبل على فرع شجرة، وعندما اتجه نحوها، وجد نفسه في شبكة؛ فعرف أنه وقع في المصيدة، فصاح بأعلى صوته ينادي: بوبو وعندما أتت، فكّر ماذا يريد أن يكون، فقال: أريد أن أكون .. ولم يعرف ماذا يقول، فسألته: عندما كان ولدا، هل حاولت السمكة أكله، والصياد صيده؟ وهل وقع في المصيدة؟ فأجاب، لا. فقالت: إذاً... ماذا تريد أن تكون؟ فقال: أريد أن أكون كما كنت ولدا. فقد تعلّم رائف درسا، وحمد ربه على نجاته.
عنوان الكتاب
حسن عبد الشافي


من حكايات الشعوب
القناعة - قصص الأطفال