مقطع تتحدث القصة عن البطة التي أحست بالغيرة عندما شاهدت البجعة تتهادى بدلال بساقيها الطويلتين، حتى أخذت تتبعها متفرجة عليها، وهي تتمتم بعبارات الإعجاب، متمنية لو كان عندها ساقي البجعة. سمعت البجعة كلمات البطة، واقتربت متسائلة عن سبب تتبع البطة لها؛ فأجابت البطة بأنها معجبة بجمالها، وأن الله من عليها بالجمال والرشاقة، الأمر الذي أضحك البجعة التي أنكرت عليها ذلك، وقالت لها: لا تسخري من نفسك، أعطاك الله جمالا أيضا، اشكري الله أو انتظري لأصنع لك عند النجار ساقين طويلتين من الخشب. حينها فرحت البطة وأخذت تجري هنا وهناك وهي تغني (كاك كاك...) واستسلمت بعدها للنوم، وإذا ترى نفسها وهي تحلم بأن لها ساقين طويلين، تقف سعيدة، رأسها في السماء وساقاها بالأرض، حتى شعرت بأنها ستسقط وتتحطم، وأنها معلقة بالفضاء، حدّثت البطة نفسها وهي تقول لا بد من بعض الوقت، والتعب من أجل الرشاقة والجمال، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت البطة بأن الوضع الجديد فوق الطاقة حتى أخذت تترنح وتتأرجح وتوشك على السقوط ،وهي تبتسم بصورة مصطنعة أمام أصدقائها الذين شعروا بها وأرادوا مساعدتها إلا أنها رفضت، وكانت ترى أمامها أسماكا لذيذة، وهي تريد أن تلتقط منها سمكة إلا أنه قد تعذر عنها ذلك لرقبتها القصيرة مع طول ساقيها، وبعد محاولات فاشلة مع شدة الجوع والعطش والغيظ والوحدة واليأس، مما زاد هذا الشعور رؤيتها للبط وهو يتسابق في فرح ومرح ليلعب ويأكل، فلم تطق ذلك، وعندما صحت من نومها رأت البجعة مبتسمة، وهي تقدم لها ساقين طويلتين، فرفضت البطة بشكل قاطع، وطلبت منها أن تبتعد عنها. رفعت البطة رأسها وحمدت الله تعالى أنه كان حلما، وتذكرت قول البجعة بأن لا تقلل من قيمة نفسها.
عنوان الكتاب
عواطف عبد السلام الشربيني
سها سليمان


القناعة - قصص الأطفال