مقطع يحكي الكتاب عن فتى اسمه رضا، ذهب يوماً إلى الملاهي، فركب دوارة الخيول، ركب حصاناً صغيراً، فسمع صوتاً يقول: خلف ظهري، عندما كان رضا يقفز على ظهر الحصان أنه ثيا ذلك الحصان الذي كان يركبه رضا، لكن لم يصدق ذلك. أحب رضا ثيا ذهب اليوم التالي إلى الملاهي، فلم يجده فسأل عنه، فقال رجل: إن أحداً لا يريده، فرموه، ذهب رضا إلى السقيفة، فوجد الحصان هناك، فتمنى ثيا أن يجري ويكون حراً. نام رضا تلك الليلة، فنهض من سريره؛ لأنه أحسن أن ثيا يناديه، فذهب رضا إلى شيا فقال له: أأنت دعوتني، فقال ثيا: اركب على ظهري. فركب رضا على الحصان، وذهبوا إلى البرية، نام رضا هناك. فرأى في الصباح أن ثيا مع قطيع الخيول الضخمة في سباق. فرح أولاد بلده عندما رأوا رضا يكلم ثيا، فقاموا بجمع العشب والماء لثيا، غرق أحد الأولاد، فأنقذه ثيا. كان من بين الخيول التي في البلدة فرس شقراء، اسمها غزالة فكان يقفز كلما يراها، لكن قفز وزلت قدمه، ولم يعد قادراً على النهوض، لأنه خشب كسرت على أثرها قدمه، وكسر أحدهم قدمه الأخرى لكي يوقد بها النار. ذهبوا به إلى نجار، ضحكت غزالة على ثيا لأن قدميه ملونتين، فحزن ذهب أصحاب الملاهي إلى الشرطة بعد أن ذاع الخبر، وقالوا إن ثيا حصانهم، فأخذتها الشرطة، فأشفق عليها القاضي. ذهب أصحاب الملاهي إلى حاكم البلدة الذي ذهب إلى السجن وأعطاها حريتها وعاد إلى البيت ونام، في اليوم التالي ذهب إلى الملاهي فوجد ثيا هناك. صار رضا يذهب إلى الملاهي من أجل ثيا، وكانت غزالة تزوره أيضاً، ولم تعد تضحك عليه فأسرف في ماله على رفاقه ومآدب الطعام والشراب، وكان لا يعمل حتى يكسب المال، فضاعت الثروة كلها بسرعة، فاختفى رفاقه من حوله، وأحاط به الدائنون ورجال القانون، فباع القصر ليبعد عنه الدائنين. فلم يحصل نعمان إلا على بساط قديم كان مرميا في مكان منزوٍ فيمن القصر، قام نعمان يبحث عن عمل ويدور من مكان إلى مكان لمدة سبعة أيام، ولكنه لم يحسن أي عمل، وكان ينام ليلاً على بساطه. وفي ليلة من الليالي، شاهد نعمان أن البساط الذي ينام عليه قد ارتفع عن الأرض ويطير به، فرأى نفسه فوق مدينة بغداد ثم أصبح الفجر، فلمح نعمان غمامة سوداء تقترب منه، لكنه أدرك بأنه نسر أسود عملاق ضخم الجناحين، ثم أمسكن نعمان البساط وشده إلى أسفل، فنزل البساط على الأرض. رأى نعمان أنه حط في منطقة جبلية وعرة تكثر فيها الأعشاب البرية، ورأى مدينة كبيرة عامرة فأراد التوجه إليها طلباً للرزق، طوى نعمان بساطه ومشى في طريقه ساعات، ثم شاهد في البرية شيخاً يجلس على صخرة أصابه تعب وعجز عن السير متعجباً لأنه يعيش وحيداً في الجبل، ساعد نعمان الشيخ الناسك بتوصيله إلى كهفه، ثم ذهب نحو المدينة فرأى قصراً يحرسه رجال أقوياء، فتوقف هناك يطلب عملاً، رأى الطباخ نعمان، فطلب منه بأن يقدم يوماً الطعام لابنة الملك الأميرة قمر الزمان، حذر الطباخ نعمان بأن لا يجرؤ على طلب يدها، لأنه على من يطلب يدها أن يجتاز امتحاناً يستحيل اجتيازه، وعندما يعجز عن ذلك يرمى به في سجن لا يخرج منه أبداً. في ذلك اليوم حمل نعمان الطعام إلى الحديقة، فرأت الأميرة نعمان، وأحست بميل شديد إليه ويوماً بعد يوم ازداد تعلق نعمان بالأميرة، وهي أيضاً تعلقت به. فعرف نعمان من الطباخ بأنه على من يرغب في الزواج من ابنة الملك، يطلب الملك أن يمثل أمامه ثلاث مرات، وفي كل مرة يخبئ شيئاً في عباءته ويسأله عنه، وإن لم يعرف يحبسه في السجن، أصر نعمان على مقابلة الملك، فاشترى ثياباً فاخرة. واتجه إلى كهف الناسك، أخبره نعمان بأنه يريد أن يطلب يد الأميرة قمر الزمان من أبيها، ثم أخبره الناسك بأنه لكل امتحان يخرج من قصر الملك نسراً أسود عملاق، ويطير إلى رأس الجبل، فيختفي قليلاً ثم يعود من حيث أتى، وفي صباح اليوم التالي، ذهب نعمان يقابل الملك، وقد أخفى اسمه، فأعلن الملك أن اللقاء الأول سيكون في اليوم الأخير من الشهر القمري. وفي الليلة السابقة للقاء الأول، اتجه نعمان إلى سفح الجبل وجلس ينتظر النسر الأسود العملاق، فسمع صوت انطلاق النسر العملاق، فصعد على بساطه واستعد للطيران. حط النسر فوق قمة الجبل، ودخل كهفاً، ثم خرج وهو في منقاره لؤلؤة زرقاء. وفي اليوم التالي، فسأل الملك نعمان عن ماذا يخبئ وراء عباءته، فقال له نعمان لؤلؤة زرقاء. ثم أعلن الملك بأنه سيكون اللقاء الثاني في آخر الشهر القمري التالي. حزنت قمر الزمان لأنها خشيت من أن يتمكن ذلك الشاب بالفوز بها ولا ترى نعمان بعد ذلك، وفي الليلة السابقة لموعد اللقاء الثاني، رأى نعمان النسر يلتقط من الكهف وردة ذهبية، ففي اليوم التالي، عرف نعمان ماذا يخبئ الملك وراء عباءته، فبدأ الذهول على وجه الملك. قال الملك بأن الموعد الأخير في نهاية الشهر القمري الآتي، كان الملك واثقاً من أن نعمان قد اكتشف سر الجبل، لكنه لم يعرف كيف اكتشف ذلك السر، ففكر الملك بخطة ليمنع بها نعمان من اللحاق بالنسر، وفي الليلة السابقة لموعد اللقاء الثالث والأخير، رأى نعمان النسر ولكنه تعجب لأنه تجاوز قمة الجبل، فأدرك نعمان بأن هذا النسر غير نسر الجبل، فرأى نعمان النسر الأسود العملاق، يحط على شرفة القصر، ورأى الملك يتسلم شيئاً خفياً من النسر لا تراه العيون، فأصيب نعمان بالذعر، فذهب نعمان عند الناسك وهو حزين يائس، فأعطاه الناسك كتاب ليقرأه. ظل نعمان طوال الليل يقرأ فيه. فذهب إلى القصر وهو منشرحاً مطمئناً. فسأله الملك عن ماذا يخبئ وراء عباءته، فقال له نعمان بأنه يخبئ سيفاً خفياً، سيف أسرتك الذي تسلمته من أبيك وتسلمته معه اللؤلؤة الزرقاء والوردة الذهبية. فقال له الملك بأنه يستحق أن يكون زوجاً لابنته الأميرة، فعرفت الأميرة بأن نعمان هو من سيتزوجها، أطلق الملك سراح الأمراء المسجونين، وعاش نعمان والأميرة قمر الزمان عيشة سعيدة.
عنوان الكتاب
ألبير مطلق


الحكايات المحبوبة
الحصان - قصص الأطفال