مقطع أرشيفيا الطفلة التي أحبت عالم القصص والحكايات، وكانت تتساءل دوماً ماذا سيضرنا لو تحولنا في يوم إلى رسوم متحركة، نرسم بأصابعنا بيتاً فنسكن فيه، نهز الغيمة فتنفجر بالموسيقا. ولكن الجد كان يقول لقد ولدت يا فتاة في يوم منكوب، ذلك اليوم حمل الأهل والأجداد والأبناء ما خف وزنه وسهل حمله هاربين من البلاد بعد أن هجم عليهم الدعسورات وهي مخلوقات كبيرة ومخيفة، التي سرقت أراضيهم واستولت على كل ممتلكاتهم. لذلك عاش أهل القرية في خيام في العراء، والآن أرشيفيا فتاة تفيق كل يوم على أصوات من المواويل والحكايات التي تروي بطولات الأجداد وحياتهم الجميلة، ولأن أرشيفيا كانت تحب الحكايات والاستماع لها قررت أن تدون كل الحكايات التي تنقلها لأبنائها والأطفال في المستقبل. ومع حب أرشيفيا لتدوين الحكايات كان سندل يفاجئها في مغامرات جديدة وعلى أرشيفيا متابعتهم لتتخلص مما قد يقع فيه، وفي أحد الأيام وصلت لمكان معتم بعد هروبها هي وسندل من فتى بعد عراك. وبعد مدة من الصمت والهدوء كان سندل يبعث بصندوق ضخم يحتوي أوراق وصور ولكن صاحب المكان ظهر فجأة فهربت أرشيفيا وصديقها سندل. وأثناء الطريق قابلت إمرأة عجوز اصطحبت أرشيفيا لمنزلها وقدمت لها الطعام والشراب اللذيذ، شعرت أرشيفيا بالخوف من اهتمام المرأة بها ولكن بدأت تسأل المرأة الفتاة هل أنت أرشيفيا التي تدون الحكايات؟ فطلبت منها أن تدون حكايتها مع الصندوق الذي تجمع فيه كل ذكرياتها من صور وأوراق ورسائل ومخطوطات، وقصاصات من الصحف والمجلات. صور تحكي ذكريات جميلة وحياة هنيئة، ولكن في أحد الأيام اختفى الصندوق، فدوني يا أرشيفيا حكايتي مع الصندوق. رجعت أرشيفيا وهي تفكر في المرأة ولكن صديقها سندل كان مضطرباً وكأنه يقول شيئاً. وفي صباح اليوم التالي استيقظت أرشيفيا فلم تجد سندل يا ترى أين ذهب؟ خرجت تبحث عنه وبينما هي راكضة للبحث عنه لمحته يتسلل خيمة الرجل التي دخلاها بالأمس لحقت به بخفة خوفاً من كشف أمرها ولكن الرجل قابلها وأخبرها عن الصندوق الذي وجده يوماً يحمله أحد الدعسورات ولكنه وقع في مأزق، فأخذ الصندوق تاركا الدعسور يحاول أن ينقذ نفسه على أمل أن يجد صاحب الصندوق. كان الصندوق يحتوي على قصاصات أوراق ورسائل، وصور فحملت الصندوق لتعيده للمرأة العجوز التي فرحت بعودة ماضيها الجميل وذكرياتها لتهديها لأرشيفيا لتدون وتنقل كل ما يحتويه الصندوق للجيل القادم. ومنذ ذلك اليوم لم تعد أرشيفيا تتمنى أن تكون رسوم كرتون ولكنها تريد أن تكون مؤرشفة محترفة تكون لحركتها أفعال مؤثرة تغير شيئاً من المستقبل، وحولت الصندوق إلى شيئ كبير أسمته المكنز تحتفظ بوثائقه وتصنفها وتعطيها رقماً.
عنوان الكتاب
أمل ناصر
لينا نداف


واقعي
فلسطين
الدفاع عن الوطن
المقاومة - قصص الأطفال