مقطع تحكي القصة أنه قد جلس الأبناء الثلاثة "زهير"و"مازن"و"عصام" ينتظرون ولادة أمهم، وكان والدهم قلقا يتحرك يمينا ويسارا ويرى المرأة الغريبة التي تخرج من غرفة النوم وتدخل المطبخ ثم تعود مرة أخرى لغرفة النوم وهم قلقون على أمهم، وكان الأب يخفف عليهم، وذلك باختيار الاسم للمولود أو المولودة، وبعد فترة سمعوا صراخ طفل فتقدموا للغرفة وخرجت المرأة الغريبة وقالت للأب: لقد رُزقت بمولود، فابتسم الأب ودخلوا للأم ورأوا المولود بجانبها فقرر الأب تسميته "فراس" ويعني باللغة العربية الأسد. كبر فراس، وذات يوم كان فراس يلعب مع إخوته في الساحة، إذ بأبيه يأتي ويطلب منهم الدخول للمنزل فلحق فراس بوالده وسمعه يتحدث مع والدته عن قمع القوات الإنجليزية للثوار العرب في فلسطين، فازدادت الأسئلة لدى فراس عن ذلك. كبر فراس وعلم أن هناك أرضا من الوطن العربي قد احتلّه الأعداء، وقرر بما أن والده جندي الله في الأرض فإنه سيكون جندي الله في السماء أي طيارا. وبعد سنوات أصبح في قاعدة الحسين الجوية في المفرق، فكان هو ورفاقه "موفق السلطي"و"بدر ظاطا"و"محمد"و"إحسان" ما أن يحدد القائد ساعة التدريب فإنهم يتسابقون للوصول لطائراتهم، وبينما هم في القاعدة إذ يسمعون صفارات الإنذار فيسارعون في الصعود للطائرات، وكان موقف فراس موقف الأبطال إذ استطاع إصابة طائرتين، وطائرتان سقطتا على أرض الأردن، فاستحق بذلك وسام الإقدام العسكري، وقد قام والد فراس بشراء أرض قرب البحر الميت للعمل بها ولقربها من المسجد الأقصى، وكان فراس يقضي إجازته بها ويدعو أصحابه، وعند منحه بعثه لبريطانيا أقام حفلة لتوديع أصحابه، وكان أول المدعوّين صديقه موفق السلطي الذي عاد من فترة التدريب وأصبح مسؤولا في القاعدة. سافر فراس للتدريب، بينما بقي موفق مسؤولا، وفجأة في يوم الأحد، انطلقت صفارات الإنذار وانطلق موفق مع رفاقه إلى طائراتهم للدفاع والتصدي للأعداء فكان نصيب موفق الشهادة، فعلم فراس بذلك وحزن كثيرا، ولكن ما خفف حزنه أن صديقه نال وسام الإقدام العسكري، وبعد ذلك قام فراس في القاعدة برسم الخطط والأهداف للقضاء على المحتلين وكان ينتظر الوقت المناسب، وعند انطلاق الصفارة تحرّك الجميع إلى طائراتهم وأخذوا يحاربون ويهاجمون وفجأة أصيبت طائرة فراس بقذائف كثيرة فنال الشهادة وحزن أصدقاؤه وقاموا بإبلاغ أهله، فقد كان الأب يعلم بذلك، ولكنه صبر وتحمل ولم يتمالك الصدمة فوقع في المستشفى، إلا أن أصدقاء فراس لم يتخلوا عن حلمه في القضاء على المستعمرين، فقد هاجموا المستعمر وفق الخطط والأهداف التي كان قد وضعها الشهيد فراس، وكان كل فرد من أفراد سرب الشهيد فراس مع كل ضربة أو رشاش أو طلقة يقول لأجل عينك يا فراس ولأجل الوطن الذي عشقناه جميعا، وقد كان كل صديق من أصدقاء فراس وكل قريب من أقاربه يحمل اسم فراس في قلبه ويعطيه لابنه تخليدا له واستمرارا لروح النضال ضد الأعداء.
عنوان الكتاب
روضة الفرخ الهدهد


فلسطين
الدفاع عن الوطن
فراس العجلوني
المقاومة - قصص الأطفال