مقطع قصة رائعة ، تتحدث عن فضيلة عظيمة ، وخصلة حميدة ،وتحذر من صفة وضيعة ورذيلة ذميمة ، فيذكر الكاتب قائلا : ذات يوم وبينما نحن جالسون في المسجد ، خطب فينا خطيب المسجد خطبة جليلة عن الصدق والكذب، فقال: إن الكذب جماع كل شر وأصل كل ذم؛ لسوء عواقبه وخبث نتائجه؛ لأنه يتيح النميمة والنميمة منبع البغضاء. أما الصدق فهو الإخبار عن الشيء على ما هو عليه ؛ لهذا فدواعي الصدق يجوز أن يتفق الجمع الكثير عليها ، حتى إذا نقلوا خبرا وكانوا عددا ينفي عن مثلهم المواطأة. وإذا كان للصدق والكذب دواع فلابد من ذكر ما سمح به الخاطر من دواعيها، وأما دواعي الصدق فمنها العقل لأنه موجب لقبح الكذب ، ومنها الدين الوارد بإتباع الصدق وحظر الكذب ، ومنها المروءة فإنها من الكذب مانعة وباعثة على الصدق. فسأل أحدهم: أليس للكذاب أمارات ودواع؟ رد الشيخ قائلا : بلى ، فإن للكذاب قبل خبرته أمارات دالة عليه ، فمنها أنك إذا لقنته الحديث تلقنه ولم يكن بين ما لقنته وبين ما أورده فرق عنده ، وأيضا منها ما يظهر عليه من ريبة الكذابين وينم عليه من ذلة المتوهمين ؛لأن هذه أمور لا يمكن الإنسان دفعها عن نفسه لما في الطبع من آثارها .وهكذا أتمنى يا أعزائي أن أكون قد أعطيتكم فكرة موجزة عن هذه الخصال المتناقضة وأن أكون قد وضحت فضيلة الصدق ورذيلة الكذب.
عنوان الكتاب
إبراهيم الإبياري
عادل البطراوي


أدب الدنيا والدين
سلوكيات الأطفال
تربية الأطفال
التربية الإسلامية