مقطع إن الكلام ترجمان الضمائر ، ومخبر مكنون السرائر ، لا يمكن استرجاع بوادره ، ولا يقدر على رد شوادره ؛ فعلى العاقل أن يحترز من زلات اللسان . وللكلام شروط لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها ، ولا يسلم من النقص إلا بعد أن يستوفيها ، وهي أربعة: 1- أن يكون الكلام لداع يدعو إليه ، إما في اجتلاب نفع ، أو دفع ضرر. 2- أن يأتي به في موضعه ، ويتوخى به إصابة فرصته. 3- أن يقتصر منه على قدر الحاجة. 4- أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به. وأما صحة المعاني فتكون من ثلاثة أوجه: الأولى: إيضاح تفسيرها ، حتى لا تكون مشكلة ولا مجملة ، والثاني: استيفاء تقسيمها حتى لا يدخل فيها ما ليس منها ، ولا يخرج عنها ما هو منها. والثالث: صحة مقابلاتها. والمقابلة تكون من وجهين: 1- مقابلة المعنى بما يوافقه، 2- مقابلته بما يضاده . وأما فصاحة الألفاظ فتكون بثلاثة أوجه: 1- مجانبة الغريب الوحشي. 2- تنكب اللفظ المستبذل ، والعدول عن الكلام المسترذل ، 3- أن يكون بين الألفاظ ومعانيها مناسبة ومقابلة. أما المطابقة: فهي أن تكون الألفاظ كالقوالب لمعانيها ، فلا تزيد عليها ، ولا تنقص عنها. وأما المناسبة: فهي أن يكون المعنى يليق ببعض الألفاظ ، إما لعرف مستعمل ، أو لاتفاق مستحسن. وإن للكلام آداباً منها: ألا يتجاوز في مدح ولا يسرف في ذم ، وألا تبعثه الرغبة والرهبة على الاسترسال في وعد أو وعيد يعجز عنهما ، ولا يقدر على الوفاء بهما، وإن قال قولا حققه بفعله ، وإذا تكلم بكلام صدقه بعمله ، وأن يراعي مخارج كلامه بحسب مقاصده وأغراضه. وألا يرفع بكلام صوتاً وأن يتجلى في هجر القول ويتجنب الأمثال الغوغاء. إن من حسن التوفيق ، وأمارات السعادة ، الصبر على الملمات ، والرفق عند النوازل والصبر ستة أقسام هي: 1- الصبر على امتثال ما أمر تعالى به. 2- الصبر على تقتضيه أوقاته من رزية ، 3- الصبر على ما فات إدراكه من رغبة مرجوة. 4- الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها. 5- الصبر فيما يتوقعه من رغبة يرجوها. 6- الصبر على ما نزل من مكروه. ولتسهيل المصائب وتخفيف الشدائد أسباب منها : استشعار النفس بما تعلمه من نزول الفناء ، وتصور انجلاء الشدائد . وأهل المشاورة يكون فيهم خمسة خصال هي: أن يكون ذا دين وتقى ، عاقلا ، و ناصحا ودودا، و سليم الفكر، ولا غرض لديه من وراء النصيحة.
عنوان الكتاب
إبراهيم الإبياري
عادل البطراوي


أدب الدنيا والدين
سلوكيات الأطفال
تربية الأطفال
التربية الإسلامية