مقطع تحكي القصة عن فيل له جلد مشدود، لكن مع مرور الأيام أصبح جلده مجعدا في بعض مناطق من جسمه، ولا يعرف السبب في ذلك، ولكن في القصة يأتي ذكر السبب. يعيش الفيل دبوش في إحدى البلدان الحارة على أرض تكثر فيها الأعشاب والأشجار المثمرة وجداول الماء، وكان الفيل دبوش يستمتع بأكل الأعشاب طوال اليوم حتى أصبح وزنه ثقيلا، ومن فرط وزنه، صارت رجلاه تغوصان في الأرض كلما مشى هنا أو هناك، الأمر الذي جعل الحيوانات تتضايق منه؛ لما يسببه من حفر كالبئر تمتلئ بالماء عند هطول الأمطار. نصحته بعض الحيوانات بضرورة تخفيف وزنه، لكنه لم يستمع لنصيحتهم، حتى أصبح لا يقوى على المشي، وبالكاد يتحرك بصعوبة للبحث عن الطعام. وذات يوم، فكر الفيل في طريقة تمكنه من الحصول على الطعام، فنادى أصدقاءه، الذين أتوا لمساعدته وطلبوا منه أن يخفض صوته؛ لأنه أخاف صغارهم، فقال لهم سأخفض من صوتي، ولكن ـ في المقابل ـ اجلبوا لي الطعام، فوافقوا جميعا وأصبحوا يأتون له بالطعام. وفي يوم من الأيام، استيقظ دبوش، وقرر أن ينادي أصدقاءه ويزعجهم ويعلمهم أنه أقوى منهم جميعهم، ولكنهم سخروا منه وضحكوا وقالوا له: كيف لك أن تكون أقوى منا وأنت لا تستطيع الحركة كالصخرة التي تستند إليها؟! غضب دبوش منهم و صرخ بأعلى صوته ليظهر قوته؛ فهز الأرض من قوة صرخته، فعاد الثعلب وأخفى ضحكته و قال له: حسنا، أنت الأقوى يا دبوش والأكبر، وستحصل على ما تريد، لكن توقف عن الصراخ، فقال دبوش ـ بعد هز رأسه ـ لن أتوقف عن الصراخ ، فاستغربت النعامة و أخرجت رأسها من تحت جناحها وقالت: ما الذي تريده أكثر من ذلك يا دبوش؟! ، فطلب منهم أن يأتوا بالكثير من الطعام؛ فمرة واحدة في اليوم لا تكفيه ، فقام الثعلب و قال له بسخرية: كلنا تحت أمرك يا سيدي دبوش، فقال لهم: أحب البطيخ، وأريد أن تجلبوا لي الكثير منه اليوم، وإن لم تفعلوا فلن أتوقف عن الصراخ، فهز الثعلب رأسه موافقا على طلبه. انطلقت الحيوانات وأحضرت الكثير من البطيخ ووضعتها أمامه، حتى أصبح شكل البطيخ كالتلة؛ ففرح دبوش وقال: أشكركم جميعا. ذهب الجميع إلى أماكنهم وبدأ الفيل بالأكل، ولكنه أكل البطيخ بطريقة غريبة؛ فلم يأكله ويمضغه، بل أخذ كل بطيخة بخرطومه، وأخذ يأكل بطيخة بعد الأخرى، حتى انتفخت بطنه وأصبح أشبه بالمنطاد! فصرخ مرة أخرى، فخرجت جميع الحيوانات وركضت نحوه، وكان من شدة ألم بطنه يصرخ بصوت عال، فلم يعرفوا ماذا يفعلون! فقال لهم بغضب: بدلا من أن تساعدوني تنظرون إلى في دهشة! فذهب القرد ليجلب أمه؛ كي تساعد دبوش؛ لأنها الوحيدة التي تستطيع معالجته، فجاء القرد نسنوس برفقة والدته وكانت تحمل بيدها بعضا من الأغصان والحشائش، وقدمتها للفيل كي تخفف عنه الألم، وبعد أن أخذها دبوش شعر بالارتياح فشكرها على مساعدتها، فقالت له أم القرد: يجب أن تتوقف عن الأكل لمدة أسبوع، وأن تركض كي ينقص وزنك، فدهش دبوش وقال لها: كيف أركض وأنا لا أقدر على المشي؟! وفجأة، ظهر الأسد وقال لدبوش: أنا من سيجعلك تركض وبسرعة أيضا! فزأر الأسد في وجه الفيل، حتى فزع دبوش وأخذ يركض ويركض بسرعة كبيرة! فلحق به الأسد وقال: من الأقوى أنا أم أنت؟ ثم توقف الأسد عن ملاحقة دبوش، ولكنه ظل يركض ويركض. عاد الفيل إلى مكانه، ونظرت إليه الحيوانات مندهشة؛ حيث ظهرت تجاعيد جلده على جسده المترهل بشكل لافت، وكانت تبدو جلية خاصة أثناء ركضه؛ مما جعل الحيوانات تضحك عليه أثناء ركضه.
عنوان الكتاب
نهى طبارة محمود
سرين متى


الحيوانات - قصص الأطفال
الفيل - قصص الأطفال