| مقطع |
مالِكٌ طفل صغير يتساءل في حيرة: تُرى، كَيْفَ أَحْسُبُ المَسافَةَ؟ حاوَلَ أَن يَخْطُوَ خُطْوَةً واسِعَةً، بِأَقْصى ما يُمْكِنُهُ مِنْ اتِّساعٍ حَتّى كادَ أَنْ يَقَعَ، وَقالَ في نَفْسِهِ: خُطْوَتي صَغيرَةٌ! قالَ أَبي إِنَّ خَمْسَ خُطُواتٍ واسِعَةٍ مِنْهُ تَكْفي. حاول مالِكٌ عدة محاولات، وبعد مساعدة لطيفة من والدته وإخوته، تَعَلَّم مالك أَكْثَرَ مِنْ طَريقَةٍ لِقِياسِ المَسافَةِ المطلوبة وتعرف على المتر والسنتيمتر.
في النهاية نَظَرَ مالِكٌ إِلى السّاعَةِ وَقالَ: بَقِيَ حِسابُ مَسافَةِ الوَقْتِ لأنْتَقِل إِلى نَشاطٍ مُفَضَّلٍ آخَرَ.
قراءة في قصة "مالك يحسب مسافة"
بقلم بتول أحمد خميس
في كل قصة تقرأها للكاتبة المتميزة باسمة الوزان تجد صورًا من الإبداع في تناسق الفكرة وتناغمها مع الرسوم، وما يحتويه الاثنان من قيم وسلوكيات ومعلومات ترويها القصة بأسلوب مشوّق.
فالكاتبة ترى أن الكتابة للطفل رسالة وأمانة، عليها أن توصلها بكل حب وإتقان وجماليات، ليتلقاها القارئ الصغير وتكون سببًا في عشقه وشغفه بالقراءة.
قصة "مالك يحسب المسافة"
قصة الطفل مالك الذي يريد أن يحسب المسافة المناسبة والكافية التي تبعده عن شاشة التلفاز، ليشاهد برنامجه المحبوب، وبالرغم من بساطة فكرتها إلا أن الكاتبة أبدعت في دمج المعرفة والمعلومة بالقيم، فها هو مالك يتعرف على المسافة والمسميات الخاصة بوحدة قياس المسافة، وعلى طرق مختلفة للقياس، أما الجانب القيمي فتمثل في مشاركة الأسرة والتعاون للوصول إلى أفضل وأسهل طريقة لحساب المسافة، ولم تغفل الكاتبة عن الجانب السلوكي الذي تمثل في تعزيز السلوكيات الصحية، لتحقيق هدف حساب المسافة وهو معرفة المسافة الصحيحة للجلوس أمام شاشة التلفاز لعدم الضرر بالبصر، كما عززت الكاتبة من خلال قصتها المثابرة والمحاولة حتى الوصول للحل الأمثل، وذلك من عدد المحاولات المختلفة التي قام بها صديقنا مالك في قصته.
لم تكتفِ الكاتبة بالتميّز في عرض الفكرة والتسلسل المنطقي والتناسق بين النص والرسوم، لكنها أنهت القصة باستفسار لتشويق القارئ إلى البحث والتجربة لمعرفة مجال آخر من مجالات القياس، فقصة مالك مثال لقصة جمعت مقومات القصة المتميزة والمحبوبة عند الطفل، فتميّز قصة الطفل ونجاحها هو ثمرة لإيمان الكاتب الصادق بأهمية ما يكتب للطفل ويقدم، ومن حرصه لتقديم المفيد والجديد، فللكاتبة كل الشكر والثناء على جهودها النبيلة في الكتابة للطفل.
|