مقطع كانت البومة طائراً نشطا يستيقظ بالنهار ويحلق مستمتعاً بجمال الطبيعية، ولكنه كان طائراً مغروراً بمنقاره، فهو يعتقد أنه ذو المنقار الأجمل والأفضل، ولذلك كان يستهزئ ببقية الطيور وبذكر عيوب مناقيرها. واستمر هذا الوضع مدة من الزمن إلى أن تعبت الطيور من استهزاء البومة من مناقير الطيور وفخرها بمنقارها. فقررت الطيور تلقينها درساً لن تنساه أبداً. فاجتمعت الطيور وقررت على خطة سرية ضد البومة المغرورة، وفي صباح يوم التالي استيقظت البومة على أصوات الطيور القريبة من منزلها، فخرجت لتعرف سبب تجمع الطيور. وكانت الطيور مجتمعة حول الهدهد وبيده منشار حاد وقال الهدهد مجيباً عن تساؤل البومة، نحن نقيم مسابقة لنختار أجمل منقار لذلك سنقص مناقيرنا لنضعها أمامنا ثم نختار الأجمل. وما أن سمعت البومة ذلك تقدمت وبدأت بنشر منقارها. حاولت الطيور منعها واخبارها بأنها خدعة إلا أن صوت المنشار المرتفع حال دون سماع البومة للتحذيرات. وفي اليوم التالي استيقظت البومة فوجدت نفسها الوحيدة بلا منقار واكتشفت أنها خدعة، ومنذ ذلك اليوم خجلت البومة من منقارها المقصوص، ولم تعد تستيقظ في النهار كبقية الطيور وتحولت لطائر ليلي يسكن الكهوف البعيدة والمنازل المهجورة حتى لا يراها أحد.
عنوان الكتاب
علي السبعان
حسين سونميزأي


قصص الحيوان
السخرية
عدم السخرية من الآخرين
احترام الآخرين