مقطع تحكي هذه القصة أنّ "وليد" خرج مع والده إلى السوق لشراء بعض حاجات البيت، وكان وليد في الثانية عشرة من عمره يستطيع مساعدة والديه، ومر بهما رجل أعرج فضحك وليد معيبا عليه، وكذلك رأى طفلا يده مكسورة فسخر منه وضحك عليه فشعر الطفل بالعجز والضعف، وفي المنزل راح يقلد مشية الأعرج فأنّبه والده على هذه الحركات، وحذره ألا يعود إليها مرة أخرى. وفي المدرسة رأى وليد طفلا يده مجروحة فتقدم نحوه وكاد يمسك بها ليؤلمه فابتعد الطفل، وجاء بعض التلاميذ وأنّبوا وليد، وقام أيضا بتقليد الأعرج في المدرسة فرد عليه أحد الأصدقاء لماذا هذه المشية وقد خلقك الله برجلين سويتين، فلم يجب عليه فضحك عليه زملاؤه، وأدرك سوء فعلته. وفي عطلة الربيع، خرج وليد مع أسرته إلى بستان قريبهم وكان يركض ويلهو مع الفرس وابنها، بعدها حمل وليد عصا طويلة وراح يلوّح بها في وجه المهر الصغير يزعجه فتضايق المهر الصغير، وتكرر إزعاج وليد فاستدار المهر نحو وليد ليرد عليه اعتداءه ورمى وليد العصا وذهب مسرعا إلى أسرته فتعثر بجذع شجرة وسقط أرضا، فصرخ طالبا النجدة، وسمع الأب صراخه وتألم كثيرا لأجله وحمله إلى المستوصف لعلاجه، وتم تصوير يد وليد ورجله شعاعيا، فتبين أنه لا توجد كسور، ولكنها رضوض، فربطت يده إلى عنقه ولفت ساقه جيدا برباط جبس، وانتهت العطلة وتماثل للشفاء، وذهب إلى المدرسة وهو يعرج، وعندما رآه التلاميذ قالوا له: أهو تقليد أم سخرية؟ أما زلت تقلد مشية الأعرج؟ تألم وليد وأدرك سوء ما كان يفعله، وهز برأسه لا، وقص عليهم ما جرى في البستان، وسأله أحد التلاميذ ليجعل ما حدث عبرة وطلب منه أن يقلد الأعرج، أطرق وليد وفهم خطأه القديم، ولما شفي وليد تماما لم يعد يقلد مصابا، وكان يشكر الله ويقول: الحمد لله الذي عافاني ورزقني الصحة والخلقة السوية.
عنوان الكتاب
شوقي أبو خليل
أحمد الخطيب


أحب أن أكون
احترام الآخرين