مقطع تحكي هذه القصة أنّه كان في قديم الزمان طحّان فقير له ثلاثة أولاد، كان لا يملك سوى مطحنة وحمار وهرة. أورث هذا الطحان المطحنة لابنه البكر، والحمار لابنه الثاني، والهرة لابنه الأصغر "عباس". حزن عباس حزنا شديدا لنصيبه الزهيد، لكن الهرة قالت: لا تحزن يا سيدي سأجعلك منذ الآن أميرا، هات كيسا وحذاءين وسترى ماذا أفعل. وضعت الهرة الجزر في الكيس بعد أن ربطت عنقه بخيط طويل، ثم وضعته عند وكر للأرنب، وما هي إلا لحظه حتى تسلل أرنب صغير ليأكل الجزر وانغلق الكيس على الأرنب. ذهبت للملك وقدمت الأرنب هدية له على أنه من الأمير عباس، واستمرت على هذه الحال أشهر عديدة. وذات يوم خرج الملك في نزهة إلى الحقول، وقالت الهرة لأصحاب الحقول بدهاء: أيها القوم إن لم تقولوا للملك أن هذا الحقل هو مُلك للأمير عباس، فستُقطع رؤوسكم، ولما سأل الملك الحصادين عن صاحب الحقل، أجابوه إنه للملك عباس، وأخيرا وصلت الهرة أمام قصر عظيم كان صاحبه غولا يملك جميع الأراضي التي مر بها الملك وقالت: لقد أخبروني أنك تستطيع أن تتحول إلى فأرة لكن لم أصدق هذا القول. فأجابها الغول: سترين. وتحوّل إلى فأرة صغيرة، فانقضّت عليه وأكلته. عندما وصل الأمير لقصر الغول استقبلته الهرة بقولها: أهلا وسهلا بك يا ملك في قصر الأمير عباس، فُتن الملك بمزايا الأمير عباس وقال له: سأزوجك أيها الأمير ابنتي الأميرة. قبل عباس هذا الشرف العظيم وتزوج الأميرة في اليوم نفسه، أما الهرة فأصبحت من أعظم موظفات القصر.
عنوان الكتاب
غسان سلق


من روائع القصص العالمية
احترام الآخرين