مقطع تتحدث القصة عن (الإسكندر الأكبر)، وهو من الشخصيات القليلة التي اتفقت كل الشعوب على تمجيدها، بغض النظر عن تفاوت هذه الشعوب واختلافاتها في اللغة والدين والتقاليد؛ فقد جمع بين العظمة والعبقرية في نفس الوقت، مع أنه لم يعش سوى ثلاث وثلاثين سنة، فقد ولد عام 356ق.م ، ومات عام 323ق.م. كان الإسكندر ملكاً على مقدونيا بعد مقتل أبيه (فيليب الثاني)، وقد ترك له والده جيشاً حسن التدريب، وكان الإسكندر يتمنى تحقيق حلم أبيه الراحل في توحيد شعوب العالم، فكان يحارب على رأس جيشه، ويمتطي جواده وسيفه في يمينه فغلب بشجاعته جيش الفرس في معارك دامية، وأسر ابنة الملك الفارسي (روكسانا) وتزوجها، وبعد ذلك زحف الإسكندر بجيوشه لمدينة صور وغزة واحتلهما، وعندما علم المصريون أن الإسكندر حرر صور وغزة من الفرس وأنه في طريقه لتحرير مصر فرحوا به واستقبلوه وعاونوه على الفرس، وأنشأ الإسكندر مدينة الإسكندرية وأصبحت أعظم ميناء تجاري في البحر الأبيض المتوسط، بعد ذلك توجهت جيوشه نحو ملك الفرس الذي كان يتوعد الإسكندر وهزمه، واتجه للهند ونشبت بينه وبين جيوش الهند معركة استطاع بعبقريته أن ينتصر بها واستولى على الهند، ويقال أنه لم يظفر بكل هذا السلطان اعتمادا على القوة الحربية وحدها ولكنه كان يعتز كثيرا بمبادئ أستاذه الفيلسوف (أرسطو). وبعد كل هذه المآثر أصيب الإسكندر بحمى شديدة أصابت جسده القوي بالهزال إلى أن مات متأثراً بها، وهو لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر.
عنوان الكتاب
محمد كامل حسن المحامي


عباقرة خالدون
الإسكندر الأكبر
الحضارات القديمة
التاريخ القديم