مقطع في كل خميس اعتادت عائلة (فلة) على زيارة الجدة (وردة)، حيث يقضون بعد الظهر في التنزه والتمتع بمفاتن الطبيعة والإصغاء إلى الجدة وحكايتها الجميلة. وفي كل زيارة كانت (فله) تلتقي بسائل عجوز رث الثياب، يتخذ زاوية عند تقاطع أحد الأرصفة مكاناً له يستجدي فيه المارة، ولم يكن والد (فله) يعطف عليه ولو بفلس؛ بحجة أن هناك من هم أحوج للمال منه، ولكن وجدان (فله) كان يؤثر تصديق ذلك، ويحدثها بأنه فقير فتزداد شفقتها عليه. ولعجزها عن المساعدة قررت أن تشيح بوجهها عنه كلما مرت به، ولكن قلبها لم يتحمل ذلك، وفي يوم خميس أخبرت أمها بأنها تريد زيارة صديقة لاستعارة كتاب مفيد منها، فاستغلت نوم والديها وسارعت إلى جمع بعض المأكولات من البراد ولفتها في قطعة قماش، ثم تناولت أواني من فوق الخزانة مثل ما كانت أمها تستخدمها، وتسللت خارجة إلى ذلك المسكين. وما هي إلا دقائق حتى وصلت إليه أعطته كل ما كان معها وهمت بالرحيل، وبعد أيام قليلة أقام والدهما مأدبة عشاء كبيرة على شرف أهم شخصيات البلاد فتغنت الأم في إعداد كل ما لذ وكاب من الأكل والمرطبات. قررت استخدام الأواني الفاخرة، فقاموا بإخراجها وحرصت الأم على تلميعها بنفسها، وما كادت تنتهي حتى صرخت عالياً (لص – سارق) فقد كان عدد الشوك والصحون 11 بدلاً من 12، فتجمع الجميع حولها وباشرت بسؤال كل العاملين ولكن لم يعرف أحد من أخذهم. فذهبت إلى ابنتها (رويده) وسألتها فلم ترد وأخذت تبكي، فعلمت الأم أن لفلة يد في الموضوع، فأسرع الأب إلى (فله) مهدداً وسألها عما فعلته فأخبرته الحقيقة كاملة، فتوجه الأب إلى العجوز والغضب يتمكن وطلب منه إعادة الأواني، ولكن الرجل لزم الصمت، فعرض عليه الأب، قطع ذهبية بدلاً عنها فلم يحرك الرجل ساكناً، فأخذ السيد يزيد حتى وصل خمسين جنيه، عندها رد عليه العجوز بأن طلب منه أن يوفي نقوده فهو لن يعطيه الأواني ويحتفظ به كذكرى وعربون بسمة قلب طفلة رأفت بي. فرد ربيع خائباً وجلس على المائدة مع ضيوفه الذين تنبهوا إلى الفرق في أواني الطعام، فارتبك الأب وروى الحكاية فرد أحد الضيوف مطيباً الخاطر قائلاً: " وليت لكل بنية بكبر قلب فلة وكرمها "
عنوان الكتاب
أمين لطف الله زيدان


سلسلة نادر العلمية
الكذب - قصص الأطفال
الإحسان - قصص الأطفال