مقطع تتحدث القصة عن ( سعدى) امرأه صالحة عجوز مؤمنة وحيدة، وكانت تأتي إليها الحيوانات والطيور الشريرة فتطعمها وتسقيها وتعالجها، وكان لها صديقة تعتني بها وتنسق أزهارها على الرغم من كبر سنها وانحناء ظهرها وضعف نظرها. وذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة سمعت صوت طفل يبكي ففتحت الباب فإذا بطفلة صغيرة تحت المطر والبرد القارس وضعت أمام عتبة دارها. حملتها الخالة سعدى ووضعتها أمام المدفأة لتهدأ من روعها وبرودتها الشديدة، وكانت جائعة وضعتها على صدرها فتدفق الحليب منها، وهذا يدل على القدرة الإلهية وإحاطتها بالضعفاء والعناية بهم. سمّت الخالة سعدى الفتاة باسم (وداد) نسبة إلى ابنتها التي ضاعت مع أبيها في الحرب منذ سنوات طويلة، وقبل أن تموت وضعت الخالة سعدى وداد في إحدى البيوت لتخدم مقابل إحسان معاملتها، ولكن سيدتها أم طارق لم تحسن معاملتها، وكانت تكلفها فوق طاقتها. وفي يوم من الأيام، أخذت وداد تلهو مع طارق ابن السيدة تاركة أعمالها المنزلية التي لم تتركها طيلة وجودها في بيتهم، حيث كانت تعمل دون تذمر، وعندما جاءت السيدة أم طارق ووجدت وداد تلهو غضبت وعاملتها بقسوة وضربتها، فخرجت وداد في المساء غاضبة إلى بيت الخالة سعدى لتخبرها بالأمر، وعندما وصلت أخبرها جارهم العم (أبو أمين) بأن خالتها قد ماتت وتركت لها المفتاح هذا عنده. دخلت وداد الدار وسمعت صوت طائر ينقر بمنقاره على الباب، وعرفت بأن هذا الطائر يعتاد دائماً في أيام الشتاء الباردة اللجوء إلى بيت الخالة سعدى لكي يتدفأ ويأكل عندها. وفتحت الباب فإذا بدجاجة غريبة الشكل أخذتها وداد، واعتنت بها وآوتها من البرد، ولكن وداد لم يكن عندها حبوب تطعم تلك الدجاجة. في اليوم التالي باضت الدجاجة بيضة كبيرة الحجم فباعت وداد البيضة واشترت بثمنها قمحاً لتطعم الدجاجة ونصحها البائع بأن ترش شوالا من القمح في الحديقة فنبتت سنبلاً بعد أيام. وفعلت وداد ذلك وحصدت القمح وطحنته وعجنته لوحدها وخبزته ووزعته إلى الفقراء والمحتاجين، ولم تنس وداد عملها الخيري الذي تعلمته من الخالة سعدى، وقد وجدت وداد بين المحتاجين أم طارق التي كانت تخدم عندها تطلب رغيفاً من الخبز، فغطت وداد وجهها برغيف خبز لكي لا تعرفها، حيث دعا لها المحتاجون. أخبرت الدجاجة ودادا أن الله سيكافئها على كل رغيف خبز وزعته للمحتاجين. وعندما قامت وداد من نومها وجدت نفسها ملكة في قصر فخم، ولديها أموال كثيرة؛ فتذكرت العمل الصالح ووزعت المال على الفقراء وكان من بينهم أم طارق، ولما سألتها عن السبب ذكرت أن ولدها مرض بعد ذهابها عنهم، وقد صرفت كل مالها في سبيل شفائه ولكن دون فائدة. عادت وداد مع أم طارق في سبيل شفاء الطفل البريء، لتعيش معهم ، وتكون أم طارق بمثابة أمّ لها.
عنوان الكتاب
أميره عسلي


عالم الطفل
الإحسان - قصص الأطفال
الدجاج - قصص الأطفال