مقطع حين جاء المساء حضرت الملعقة إلى المطبخ، رأسها كبير، ولها ساق واحدة تقفز بها، ووقفت قائلة: قريبا سيبدأ احتفالنا التنكري البهيج. وكان من المشاركين قدر الطعام، والصحون الصغيرة، والسكين، ونصف رأس الفجل، وقدر طنجرة مقلوب على وجهه وظهره مسود، وفارمة اللحم، والشوكة فوق آنية الطعام. بدأت الملعقة الخطاب متحدثة عن الظروف العسيرة التي تعيشها؛ فهي دائما متسخة، وأخذت تشكو همومها وارتطامها بالأشياء أثناء الأكل، وبدأت الفارمة بالتعليق على الملعقة وأنها خصصت الخطاب لمتاعبها، وعلقت السكين على الملعقة قائلة: ما أقبح صوت الملعقة وهي ترتطم بالأشياء تحدث ضجيجا؛ فردت الملعقة: وما حكاية الندوب الملتئمة في أصابع ربة البيت يا بريئة. ضحك قدر الطعام على حوار السكين والملعقة، وقال رأس الفجل: ماذا تظن نفسها الملعقة؟ فأجاب صحن الشاي: الملاعق ليست كلها متشابهة فالملاعق الصغيرة هادئة. فتقدمت فارمة اللحم وقالت: ما هذه الفوضى كل ذلك بسبب الملعقة عديمة الذوق تدس أنفها في كل شيء حتى في الأطعمة. فقالت الشوكة: ماذا تريدين أيتها البشعة؟ أنظري كيف يكون حال رأس البصل حين يخرج منك؛ فقال صحن الطعام: هذه الشوكة منافقة. حينها ابتعدت الشوكة، وتجمعت الملاعق حول فارمة الطعام تنوي أن توقفها عند حدها؛ فطرحت الفارمة عددا من الملاعق أرضا؛ فأمسكت الشوكة مع الملاعق بحصاة ودفعوها إلى فم الفارمة فتوقفت عن الحركة. عندها دخلت امرأة المطبخ ووجدت كل شيء منثوراً في المطبخ، فألقت الجميع تحت حوض الماء، ورمت رأس الفجل مع الأوساخ، وقالت :حين تتسخ أدوات الطعام تصبح شريرة، ومن ثم وجهت أنبوب المياه نحوها وصارت الأدوات تهدأ شيئا فشيئا.
عنوان الكتاب
سعيد جبار
فارس خضر


القصصية
النظافة
أدوات المطبخ