مقطع يحكى أنه في اجتماع كبير للذباب نادت زعيمة الذباب وقالت: لقد نسيتم وظيفتكم الأولى؛ وهي نقل الأمراض إلى الإنسان. فقال الجميع: نحن طوع أمرك فماذا تريدين؟ قالت: أريدكم أن تهتموا بعملكم، وإذا نجحتم سوف أدعوكم إلى وليمة عظيمة. وانتشر الذباب في كل مكان، ودخلت ذبابة من نافذة (ليلى) ووقفت فوق طبق به طعام مكشوف، وبعد قليل خرجت الذبابة وهي سعيدة بما فعلت. ولما دخلت (ليلى) وأكلت من الطعام تغير أنفها، وصار أحمر، وأما أذناها فقد صارتا في مثل حجم أذن الفيل، وصار لونها أزرق، ودخل عليها والدها، فأصابه الفزع، وذهب بها مباشرة إلى عيادة الطبيب الذي اكتشف أنها أكلت من طعام مكشوف لوثه الذباب. ذهب الأب إلى مستعمرة الذباب، وهي عبارة عن أكوام هائلة من بقايا الأطعمة والقاذورات، وفجأة لمح ذبابة غريبة لها جناح أزرق، وأنف أحمر، وكانت نائمة بجوار شجرة صغيرة ذابلة؛ فاصطادها بواسطة كيس البلاستيك، ولما نظر إليها الطبيب بداخل الكيس وهي تبكي، وتطلب منه أن يعيدها إلى مستعمرتها قال: لن أعيدك حتى أجري عليك بعض الاختبارات اللازمة لمعرفة سر هذا المرض. قالت الذبابة: هذا سر تعرفه الزعيمة، اذهبوا إليها. ففوجئ الطبيب بمجيء أطفال آخرين كثيرين مصابين بنفس المرض الغريب، وقرر أن ينشر إعلانا بهذا الخصوص. وفي اليوم التالي اصطحب الأطفال المصابين، ولما لمح الزعيمة ألقى عليها كيسا من البلاستيك، فبكت وظهر عليها الخوف فقالت: إن اللوم يقع على من يُلقون هذه القاذورات والقمامة دون وضعها في أماكنها الصحيحة داخل الأكياس. فقال الطبيب: أرأيتم سر مرضكم!! هو إهمالكم المحافظة على النظافة.
عنوان الكتاب
عفاف الصاوي
منى جامع


رمزي
يحكى أن
النظافة