مقطع تتحدث القصة عن (كريستوفر كولومبس)، ذلك الرجل الذي قاد السفن في أعظم رحلة بحرية قام بها الإنسان، وغيرت مجرى التاريخ، وكان هذا من خلال رحلته الأولى عام 1492م، عندما أقلع بثلاث سفن من مرفأ (بالوس) في إسبانيا بعد أربعين عاما من مولده في جنوى الإيطالية. وتذكر القصة أن (كولمبس) ذهب ليعيش في جزيرة (بورتو سانتو) في البرتغال، وهناك حدثت أشياء كثيرة ساعدته على العزم على اكتشاف المجهول، ومن هذه الأشياء تزوجه ابنة ربان بحري مشهور؛ فأخذ منه خرائط وآلات بحرية، وتعلم منه كل ما كان معروفاً عن الرياح والتيارات البحرية، وقد كان يحصل على معاشه من رسم الخرائط ونسخها، لكنها لم تكن كاملة لأن الأمريكيتين لم تكونا عليها، ولم يكن أحد يعلم ماذا يوجد بين جزيرة (بورتو سانتو) و اليابان، مما زاد من رغبة (كولمبس) في اكتشاف ذلك، وقد كان كولمبس يعتقد بكروية الأرض؛ لأنه ظن أنه إذا أبحر غربا سوف يصل إلى اليابان التي وصل إليها مكتشفون آخرون بالسفر شرقاً. بدأت الرحلة ووصل (كولمبس) إلى الجزر المجهولة بعد خمسة أسابيع لابساً أفخر الثياب، وحاملاً العلم الإسباني، فركع وقبل الأرض، وشكر الله عز وجل على النجاح، واستولى على الجزيرة باسم ملك إسبانيا وملكتها. ثم أبحر إلى إسبانيا ودخل ميناء (بالوس) بعد ثمانية أشهر من مغادرته فازدحم الميناء بالناس؛ لأنهم لم يتوقعوا أن يروا (كولمبس) ثانية، وأسرع إلى ملك إسبانيا حاملاً الغنائم التي جاء بها فعين كولمبس (أميرالا) في الأسطول الإسباني، وأصبح بطل الساعة، حيث شعر بأن صبره وعزيمته وعمله الشاق الطويل قد كوفئ عليها في النهاية. وقد وصّى ابنه بان يتبرّع بالمال إلى أهل جنوى الفقراء، ثم مات بعدها وهو في الخامسة والخمسين من عمره.
عنوان الكتاب
محمود محمد الحبيب


واقعي-شخصيات
كريستوفر كولومبس
الرحالة
المستكشفون