مقطع كانت "إنجي" وأمها تعيشان وحيدتين في بيت صغير، بعد أن مات والد إنجي، ولم يترك لهما سوى ذلك. وفي إحدى الأيام، جلست إنجي مع والدتها بعد تناول الفطور، فقالت الأم: أخشى ألا نجد طعاما؛ لأن نبات الحديقة لم ينبت بعد، والشتاء القارص المحمل بالثلوج قادم لا محالة، وما ادخرناه من طعام لن يكفينا. قالت إنجي فجأة: سوف أجد خطة حتى أحصل على ثروة. وخرجت من المنزل، وفي الطريق قابلتها سيدة من الحي نفسه، وسألتها عن سبب خروجها، فقالت إنجي: إني ذاهبة لأكوّن ثروة. قالت السيدة: في نهاية الطريق، يوجد قصر لملك مهذب عظيم، يعطي كيسا مملوءا ذهبا لمن يجعله يقول هذا مستحيل. ذهبت إنجي إلى القلعة، وقرعت الباب، ففتح لها الملك، فأخبرته لما جاءت له. وقال لها: غدا نبدأ. ثم أخذها إلى الحديقة، فشاهدت حصانا كبيرا، وقال لها إنه حصان كبير جدا. فقالت: لقد رأيت أكبر منه في بلدي، ولقد ركبت حصانا أكبر منه، وانطلق بي دون توقف، حيث جال كل البلاد، ولم أستطع النزول عنه، إلا بعد خمسة أيام. قال الملك: ممكن. وفي اليوم التالي اصطحبها الملك إلى الحديقة، وأراها نحلا عملاقا، فقالت: لقد رأيت أكبر منه في بلدي، حيث علقت إحدى النحلات في قلعة عظيمة، ولم نستطع إخراجها إلا بهدم تلك القلعة، وعند خروجها، أظلت الشمس بحجمها فحجبتها عنا لمدة خمسة أيام. قال الملك: ممكن. وفي اليوم التالي اصطحبها إلى الحديقة، فرأت نبات ذرة عملاقا، فقالت: رأيت أكبر منه في بلدي، حتى أني وصلت من خلاله إلى القمر، فاختل توازني وسقطت على الأرض، فحشرت في حفرة وهاجمني ثعلب، فخرجت وضربته برجلي، فتحوّل إلى ملك ألطف منك. فقال الملك: مستحيل! لا يوجد ألطف مني. فأخذت الذهب.
عنوان الكتاب
حسن عبد الشافي
عادل البطراوي


من حكايات الشعوب