مقطع كان هناك منشد ذو صوت جميل اسمه "ماثيو"، كان ينشد في الكنيسة بشكل يومي، وكانت حورية البحر تسمع الصوت كل يوم دون أن تعرف من أين يصدر الصوت أو من صاحبه. واعتادت الذهاب كل يوم لسماع الصوت. وفي كل مرة تقترب أكثر وأكثر من المكان ومن ثم تعود لأعماق البحر بعد أن تيأس من مشاهدة صاحب الصوت. وفي يوم طلبت من والدها ملك البحار أن يسمح لها بالذهاب لمكان حياة البشر لمعرفة صاحب الصوت. منعها والدها وأخبرها بخطورة الأمر، ولكنه رضخ للأمر بعد بكاء الحورية وعزمها على الذهاب. فطلب منها ارتداء ملابس نساء أهل الأرض، وإخفاء شعرها بشبكة، وتحرص على ألا يراها بشر. وعدت والدها بذلك، ومنذ ذلك اليوم تخرج الحورية كل يوم متجهة للكنيسة بالرغم من صعوبة الحركة والمشي كالبشر لتستمع لصوت إنشاد "ماثيو". وفي يوم استطاع ماثيو رؤيتها، فأعجب بها، وخوفاً من اكتشاف أمرها ركضت متجهة للبحر ليلحق بها ماثيو وحملها متجهاً للبحر ليختفي الإثنان في أعماق البحار. ومنذ ذلك اليوم لم يرا الإثنان، لكن أهل الأرض يستمعون لألحان وعزف وإنشاد ماثيو.
عنوان الكتاب
ابراهيم بشمي (مترجم)
أحمد عنان


شعبي
الحب
حورية البحر